Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 20-28)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَنْ كان يريد حرث الآخرة } من أراد بعمله الآخرة { نزد له في حرثه } أَيْ : كسبه بالتَّضعيف بالواحدة عشراً . { ومَنْ كان يريد حرث الدنيا } بعمله الدُّنيا { نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب } أَيْ : مَنْ آثر دنياه على آخرته لم نجعل له نصيباً في الآخرة . { أم لهم } بل أَلهم { شركاء } آلهةٌ { شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل } أَيْ : القَدَر السَّابق بأنَّ القضاء والجزاء يوم القيامة { لقضي بينهم } في الدُّنيا . { ترى الظالمين } المشركين يوم القيامة { مشفقين } خائفين { ممَّا كسبوا } أَيْ : من جزائه { وهو واقع بهم } لا محالة ، وقوله : { قل لا أسألكم عليه أجراً } أَيْ : على تبليغ الرِّسالة { أجراً إلاَّ المودَّة في القربى } أيْ : إلاَ أن تحفظوا قرابتي وتَوَدُّوني ، وتصلوا رحمي ، وذلك أنَّه لم يكن حيٌّ من قريشٍ إلاَّ وللنبي صلى الله عليه وسلم فيهم قرابةٌ ، فكأنًّه يقول : إذا لم تؤمنوا بي فاحفظوا قرابتي ولا تُؤذوني . وقيل : معناه : إلاَّ أَنْ تتودَّدُوا إلى الله عزَّ وجلَّ بما يُقرِّبكم منه ، وقوله : { إلاَّ المودة } استثناءٌ ليس من الأوَّل . { ومن يقترف } يعمل { حسنة نزدْ له فيها حسناً } نضاعفها له . { أم يقولون } بل أيقولون ، يعني : أهل مكَّة { افترى على الله كذباً } تقوَّل القرآن من قبل نفسه { فإنْ يشأ اللَّهُ يختم على قلبك } يربط على قلبك بالصَّبر على أذاهم ، ثمَّ ابتدأ فقال { وَيَمحُ الله الباطل } أَيْ : الشِّرك { ويحق الحق بكلماته } بما أنزله من كتابه على لسان نبيِّه عليه السَّلام [ وهو القرآن ] . { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } إذا رجع العبد عن معصية الله تعالى إلى طاعته قَبِلَ ذلك الرُّجوع ، وعفا عنه ما سلف ، وهو قوله : { ويعفواْ عن السيئات } . { ويستجيب الذين آمنوا } أَيْ : يُجيبهم إلى ما يسألون . { ولو بسط الله الرزق لعباده } أَيْ : وسَّع عليهم الرِّزق { لبغوا في الأرض } لطغوا وعصوا { ولكن ينزِّل بقدر ما يشاء } فيجعل واحداً فقيراً ، وآخر غنيَّاً { إنَّه بعباده خبيرٌ بصير } . { وهو الذي ينزل الغيث } المطر { من بعد ما قنطوا } من بعدِ يأسِ العباد من نزوله { وينشر رحمته } ويبسط مطره .