Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 31-39)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من } [ إحدى ] { القريتين } مكَّة والطَّائف { عظيم } أَيْ : الوليد بن المغيرة من أهل مكَّة ، وعروة بن مسعود الثقفيِّ من الطَّائف ، قال الله تعالى : { أهم يقسمون رحمة ربك } نبوَّته وكرامته ، فيجعلونها لمن يشاؤون ؟ { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } فجعلنا بعضهم غنيَّاً وبعضهم فقيراً { ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات } بالمال { ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً } ليُسخِّر الأغنياء بأموالهم الفقراء ويستخدموهم ، فيكون بعضهم لبعض سببَ المعاش في الدُّنيا ، هذا بماله ، وهذا بأعماله ، فكما قسمنا هذه القسمة كذلك اصطفينا للرِّسالة مَنْ نشاء ، ثمَّ بيَّن أنَّ الآخرة أفضل من الدُّنيا فقال : { ورحمة ربك } أَيْ : الجنَّة { خيرٌ ممَّا يجمعون } في الدُّنيا ، ثمَّ ذكر قلَّة خطر الدُّنيا عنده فقال : { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة } مجتمعين على الكفر . وقوله : { ومعارج } : مراقي { عليها يظهرون } يعلون ويصعدون . { ولبيوتهم أبواباً وسرراً } من فضَّةٍ { عليها يتكئون } . { وزخرفاً } أَيْ : ومن زخرفٍ ، وهو الذَّهب { وإن كلُّ ذلك لما متاع الحياة الدنيا } [ لمتاع الحياة الدُّنيا ] . { ومَنْ يعش } يُعرض { عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً } نسبِّب له شيطاناً { فهو له قرين } لا يُفارقه . { وإنهم } أَيْ : الشَّياطين { ليصدونهم } يمنعون الكافرين { ويحسبون } الكفَّار { أنهم مهتدون } . { حتى إذا جاءنا } يعني : الكافر { قال } لقرينه : { يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين } أَيْ : بُعد ما بين المشرق والمغرب { فبئس القرين } أنت ؛ ثم لا يفارقه حتى يصيرا إلى النار ، وقال الله تعالى : { ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم } أشركتم في الدُّنيا { أنكم في العذاب مشتركون } اشتراككم في العذاب لأنَّ لكلِّ واحدٍ نصيبَه الأوفرَ منه .