Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 48-61)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما نريهم من آية إلاَّ هي أكبرُ من أختها } قرينتها وصاحبتها التي كانت قبلها { وأخذناهم بالعذاب } بالسِّنين والطُّوفان والجراد { لعلهم يرجعون } عن كفرهم . { وقالوا يٰأَيُّهَ الساحر } خاطبوه بما تقدَّم له عندهم من التَّسمية بالسَّاحر : { ادع لنا ربك بما عهد عندك } فيمن آمن به مِنْ كشف العذاب عنه { إننا لمهتدون } أَيْ : مؤمنون . { فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون } ينقضون عهدهم . وقوله : { وهذه الأنهار تجري من تحتي } بأمري . وقيل : من تحت قصوري . { أم أنا } بل أنا { خير من هذا الذي هو مهين } حقيرٌ ضعيفٌ ، يعني : موسى . { ولا يكاد يبين } يُفصح بكلامه لِعِيِّه . { فلولا } فهلاًّ { ألقي عليه أسورة من ذهب } حليٌّ بأساور الذَّهب إن كان رئيساً مُطاعاً ؟ والطَّوق والسِّوار من الذَّهب كان من علامة الرِّئاسة عندهم . { أو جاء معه الملائكة مقترنين } مُتتابعين يشهدون له . { فاستخف قومه } وجد قومه القبط جُهَّالاً . { فلما آسفونا } أغضبونا بكفرهم . { انتقمنا منهم } . { فجعلناهم سلفاً } مُتقدِّمين في الهلاك [ ليتَّعظ ] بهم مَنْ بعدهم { ومثلاً للآخرين } عبرةً لمَنْ يجيء بعدهم . { ولما ضُرب ابن مريم مثلاً } نزلت هذه الآية حين خاصمه الكفَّار لما نزل قوله تعالى : { إنَّكم وما تعبدون من دُونِ الله … } الآية ، فقالوا : رضينا أن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى ، فجعلوا عيسى عليه السَّلام مثلاً لآلهتهم ، فقال الله تعالى : { ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يَصِدُّون } أَيْ : يضجُّون ، وذلك أنَّ المسلمين ضجُّوا من هذا حتى نزل قوله تعالى : { إنَّ الذين سَبَقَتْ لهم منا الحُسنى أولئك عنها مُبعدون } وذكر الله تعالى في هذه السُّورة تلك القصَّة ، وهو قوله : { وقالوا ءَأٰلِهَتُنَا خيرٌ أم هو } يعني : عيسى عليه السَّلام . { ما ضربوه لك إلاَّ جدلاً } أَيْ : إلاَّ الإرادة للمجادلة ؛ لأنَّهم علموا أنَّ المراد بحصب جهنم ما اتَّخذوه من الموات . { بل هم قوم خصمون } يجادلون بالباطل ، ثمَّ بيَّن حال عيسى عليه السَّلام فقال : { إن هو إلاَّ عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل } آيةً تدلُّ على قدرة الله . { ولو نشاء لجعلنا منكم } بدلكم { ملائكة في الأرض يخلفون } بأن نلهككم ونأتي بهم بدلاً منكم يكونون خلفاء منكم . { وإنه } أَي : وإنَّ عيسى { لعلم للساعة } بنزوله يُعلم قيام السَّاعة { فلا تمترنَّ بها } لا تشكُّوا فيها .