Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 1-2)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } يعني : بالعهود المؤكَّدة التي عاهدتموها مع الله والنَّاس ، ثمَّ ابتدأ كلاماً آخر ، فقال : { أحلت لكم بهيمة الأنعام } قيل : هي الأنعام نفسها ، وهي الإِبلُ والبقر والغنم ، وقيل : بهيمة الأنعام : وحشِيُّها كالظِّباء ، وبقر الوحش ، وحمر الوحش { إلا ما يتلى عليكم } [ أي : ما يقرأ عليكم في القرآن ] يعني : قوله : { حرِّمت عليكم الميتة … } الآية . { غير محلي الصيد } يعني : إلاَّ أن تحلُّوا الصَّيد في حال الإِحرام ؛ فإنَّه لا يحلُّ لكم { إنَّ الله يحكم ما يريد } يحلُّ ما يشاء ، ويحرِّم ما يشاء . { يا أيها الذين آمنوا لا تُحِلُّوا شعائر الله } يعني : الهدايا المُعلَمة للذَّبح بمكة . نزلت هذه الآية في الحُطَم [ بن ضبيعة ] أغار على سرح المدينة ، فذهب به إلى اليمامة ، " فلمَّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام القضية سمع تلبية حجَّاج اليمامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا الحطم فدونكم ، وكان قد قلَّد ما نهب من سرح المدينة ، وأهداه إلى الكعبة " ، فلمَّا توجَّهوا في طلبه أنزل الله تعالى : { لا تحلوا شعائر الله } يريد : ما أُشعر لله ، أَيْ : أُعْلِمَ { ولا الشهر الحرام } بالقتال فيه { ولا الهدي } وهي كلُّ ما أُهدي إلى بيت الله من ناقةٍ ، وبقرةٍ وشاةٍ ، { ولا القلائد } يعني : الهدايا المقلَّدة من لحاء شجر الحرم { ولا آمِّين البيت الحرام } قاصديه من المشركين . قال المفسرون : كانت الحرب في الجاهليَّة قائمة بين العرب إلاَّ في الأشهر الحرم ، فمَن وُجد في غيرها أُصيب منه إلاَّ أنْ يكونَ مُشعراً بدنه ، أو سائقاً هدايا ، أو مُقلِّداً نفسه أو بعيره من لحاء شجر الحرم ، أو مُحرماً ، فلا يُتعرَّض لهؤلاء ، فأمر الله سبحانه تعالى المُسْلمين بإقرار هذه الأَمنة على ما كانت لضربِ من المصلحة إلى أنْ نسخها بقوله تعالى : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } وقوله : { يبتغون فضلاً من ربهم } أَيْ : ربحاً بالتِّجارة { ورضواناً } بالحجِّ على زعمهم { وإذا حللتم } من الإحرام { فاصطادوا } أمرُ إباحةٍ { ولا يجرمنَّكم } ولا يحملنَّكم { شنآن قومٍ } بُغض قومٍ ، يعني : أهل مكَّة { أن صدوكم عن المسجد الحرام } يعني : عام الحدييبية { أن تعتدوا } على حُجَّاج اليمامة ، فتستحلُّوا منهم مُحرَّماً { وتعاونوا } لِيُعِنْ بعضكم بعضاً { على البر } وهو ما أمرتُ به { والتقوى } ترك ما نهيتُ عنه { ولا تعاونوا على الإثم } يعني : معاصي الله { والعدوان } التَّعدي في حدوده ، ثمَّ حذَّرهم فقال : { واتقوا الله } فلا تستحلوا محرَّماً { إنَّ الله شديد العقاب } إذا عاقب .