Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 9-17)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فكان } منه في القرب على قدر { قوسين أو أدنى } والمعنى : أنَّه بعد ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عظمه ، وهاله ذلك ردَّه الله تعالى إلى صورة آدميٍّ حتى قرب من النبيِّ صلى الله عليه وسلم للوحي ، وذلك قوله : { فأوحى إلى عبده } محمد صلى الله عليه وسلم { ما أوحى } الله عزَّ وجلَّ إلى جبريل عليه السَّلام . { ما كذب الفؤاد ما رأى } أَيْ : لم يكذب قلب محمَّد عليه السَّلام فيما رأى ليلة المعراج ، وذلك أنَّ الله جعل بصره لفي فؤاده حتى رآه ، وحقَّق الله تعالى تلك الرُّؤية وقال : إنها كانت رؤية حقيقية ولم تكن كذباً . { أفتمارونه على ما يرى } أفتجادلونه في أنه رأى الله عزَّ وجلَّ . { ولقد رآه } ربَّه . وقيل : رأى جبريل على صورته التي خلق عليها { نزلة أخرة } مرَّة أخرى . { عند سدرة المنتهى } وهي شجرةٌ إليها ينتهي علم الخلق ، وما وراءها غيبٌ لا يعلمه إلاَّ الله عزَّ وجلَّ . { عندها جنة المأوى } وهي جنَّةٌ تصير إليها أرواح الشُّهداء . { إذ يغشى السدرة ما يغشى } قيل : يغشاها فراش من ذهب . وقيل : الملائكة أمثال الغربان . { ما زاغ البصر وما طغى } هذا وصفٌ أدبِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ، أَيْ : لم يمل بصره عمَّا قصد له ، ولا جاوز إلى ما أُمر به .