Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 1-11)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ اقتربت الساعة } دنت القيامة { وانشقَّ القمر } انفلق بنصفين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنَّ أهل مكَّة سألوه آيةً ، فأراهم القمر فلقتين حتى رأوا حراءً بينهما ، فأخبر الله تعالى أنَّ ذلك من علامات قرب السَّاعة . { وإن يروا } يعني : أهل مكَّة { آية } تدلُّ على صدق محمد صلى الله عليه وسلم { يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمر } ذاهب باطلٌ يذهب . وقيل : محكمٌ شديدٌ . وقوله : { وكلُّ أمر مستقر } أَيْ : يستقرُّ قرار تكذيبهم وقرار تصديق المؤمنين . يعني : عند ظهور الثَّواب والعقاب . { ولقد جاءهم } جاء أهل مكَّة { من الأنباء } أخبار إهلاك الأمم المُكذِّبة { ما فيه مزدجر } متناهى ومنتهى . { حكمة بالغة } أَيْ : ما أتاهم من أخبار مَنْ قبلهم حكمةٌ بالغةٌ تامَّةٌ ، ليس فيها نقصانٌ ، أي : القرآن ، وذلك أنَّ تلك الأخبار قُصَّت عليهم في القرآن { فما تغني النذر } جمع نذير ، أَيْ : فليست تغني عن التَّكذيب . { فتولَّ عنهم } ، وتمَّ الكلام ، ثمَّ قال : { يوم يدع الداعي إلى شيء نكر } مُنكرٍ ، وهو النَّار . { خشعاً } ذليلةً { أبصارهم يخرجون من الأجداث } القبور { كأنهم جراد منتشر } كقوله : { كالفراش المبثوث } { مهطعين } مُقبلين ناظرين { إلى الداعي } إلى مَنْ يدعوهم إلى المحشر { يقول الكافرون هذا يوم عسر } شديدٌ . { كذبت قبلهم } قبل أهل مكَّة { قوم نوح فكذَّبوا عبدنا } نوحاً { وقالوا مجنون وازدجر } زُجر [ ونُهِرَ ] ونُهي عن دعوته ومقالته . { فدعا ربَّه أني مغلوب } مقهورٌ { فانتصر } فانتقم لي منهم . { ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر } سائلٍ .