Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 11-14)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ألم تر إلى الذين نافقوا … } الآية . وذلك أنَّ المنافقين ذهبوا إلى بني النَّضير لمَّا حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : لا تخرجوا من دياركم ، فإن قاتلكم محمدٌ كنَّا معكم ، وإن أخرجكم خرجنا معكم ، وذلك قوله : { لئن أخرجتم لنخرجنَّ معكم ولا نطيع فيكم أحداً } سألنا خذلانكم { أبداً } فكذَّبهم الله تعالى فيما قالوا بقوله : { والله يشهد إنهم لكاذبون } والآية الثَّانية ، وذكر أنَّهم إن نصروهم انهزموا ولم ينتصروا ، وهو قوله : { ولئن نصروهم ليولنَّ الأدبار ثمَّ لا ينصرون } . { لأنتم } أيُّها المؤمنون { أشد رهبة في صدروهم } صدور المنافقين من الله ، يقول : أنتم أهيبُ في صدورهم من الله تعالى ؛ لأنَّهم يُخفون منك موافقة اليهود خوفاً منكم ، ولا يخافون الله فيتركون ذلك . { لا يقاتلونكم جميعاً } أي : اليهود { إلاَّ في قرىً محصنة أو من وراء جدر } أي : لِمَا ألقى الله في قلوبهم من الرعب لا يقاتلونكم إلاَّ مُتحصِّنين بالقرى والجدران ، ولا يبرزون لقتالكم . { بأسهم بينهم شديد } خلافهم بينهم عظيم { تحسبهم جميعاً } مُجتمعين مُتَّفقين { وقلوبهم شتى } مُختلفةٌ مُتفرِّقةٌ ، و { ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } عن الله أمره .