Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 107-110)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولو شاء الله ما أشركوا } أَيْ : ولو شاء الله لجعلهم مؤمنين { وما جعلناك عليهم حفيظاً } لم تبعث لتحفظ المشركين من العذاب ، إنَّما بُعثت مُبَلِّغاً فلا تهتمَّ لشركهم ؛ فإنَّ ذلك لمشيئة الله . { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله } يعني : أصنامهم ومعبوديهم ، وذلك أنَّ المسلمين كانوا يسبُّون أصنام الكفَّار ، فنهاهم الله عزَّ وجلَّ عن ذلك لئلا يسبُّوا { الله عدواً بغير علم } أَيْ : ظُلماً بالجهل { كذلك } أَيْ : كما زيَّنا لهؤلاء عبادة الآوثان وطاعة الشَّيطان بالحرمان والخذلان { زينا لكلِّ أمة عملهم } من الخير والشَّرِّ . { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } اجتهدوا في المبالغة في اليمين { لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها } وذلك أنَّه لمَّا نزل : { إن نشأ ننزل عليهم … } الآية . أقسم المشركون بالله لئن جاءتهم آية ليؤمننَّ بها ، وسأل المسلمون ذلك ، وعلم الله سبحانه أنَّهم لا يؤمنون ، فأنزل الله هذه الآية . { قل إنما الآيات عند الله } هو القادر على الإتيان بها { وما يشعركم } وما يدريكم إيمانهم ، أَيْ : هم لا يؤمنون مع مجيء الآيات إيَّاهم ، ثمَّ ابتدأ فقال : { إنها إذا جاءت لا يؤمنون } ومَنْ قرأ " أنَّها " بفتح الألف كانت بمعنى " لعلَّها " ، ويجوز أن تجعل " لا " زائدة مع فتح " أنَّ " . { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم } نحول بينهم وبين الإيمان لو جاءتهم تلك الآية بتقليب قلوبهم وأبصارهم عن وجهها الذي يجب أن تكونَ عليه فلا يؤمنون { كما لم يؤمنوا به } بالقرآن ، أو بمحمَّدٍ [ عليه السَّلام ] { أوَّل مرَّة } أتتهم الآيات ، مثل انشقاق القمر وغيره { ونذرهم في طغيانهم يعمهون } أخذلهم وأدعهم في ضلالتهم يتمادون .