Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 119-125)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه } عند الذَّبح { وقد فصَّل } بيَّن { لكم ما حرَّم عليكم } في قوله : { حُرِّمت عليكم الميتة … } الآية . { إلاَّ ما اضطررتم إليه } دعتكم الضَّرورة إلى أكله ممَّا لا يحلُّ عند الاختيار { وإنَّ كثيراً ليضلون بأهوائهم } أَيْ : الذين يُحلُّون الميتة ، ويناظرونكم في إحلالها ضلُّوا باتِّباع أهوائهم { بغير علمٍ } إنَّما يتَّبعون فيه الهوى ، ولا بصيرة عندهم ولا علم { إنَّ ربك هو أعلم بالمعتدين } المتجاوزين الحلال إلى الحرام . { وذروا ظاهر الإِثم وباطنه } سرَّه وعلانيته ، ثمَّ أوعد بالجزاء فقال : { إن الذين يكسبون الإِثم سيجزون بما كانوا يقترفون } . { ولا تأكلوا ممَّا لم يذكر اسم الله عليه } ممَّا لم يُذَكَّ ومات { وإنه } وإنَّ أكله { لفسقٌ } خروجٌ عن الحقِّ { وإنَّ الشياطين } يعني : إبليس وجنوده وسوسوا { إلى أوليائهم } من المشركين ليخاصموا محمداً وأصحابه في أكل الميتة { وإن أطعتموهم } في استحلال الميتة { إنكم لمشركون } لأنَّ مَنْ أحلَّ شيئاً ممَّا حرَّمه الله فهو مشركٌ . { أَوْ مَنْ كان ميتاً فأحييناه } ضالاًّ كافراً فهديناه { وجعلنا له نوراً } ديناً وإيماناً { يمشي به في الناس } مع المسلمين مُستضيئاً بما قذف الله في قلبه من نور الحكمة والإِيمان { كمَنْ مثله } كمَن هو { في الظلمات } في ظلمات الكفر والضَّلالة { ليس بخارجٍ منها } ليس بمؤمن أبداً . نزلت في أبي جهلٍ وحمزة بن عبد المطلب { كذلك } كما زُيِّن للمؤمنين الإِيمان { زين للكافرين ما كانوا يعملون } من عبادة الأصنام . { وكذلك جعلنا في كلِّ قرية أكابر مجرميها } يعني : كما أنَّ فسَّاق مكَّة أكابرها ، كذلك جعلنا فسَّاق كلِّ قرية أكابرها . يعني : رؤساءَها ومترفيها { ليمكروا فيها } بصدِّ النَّاس عن الإِيمان { وما يمكرون إلاَّ بأنفسهم } لأنَّ وبال مكرهم يعود عليهم { وما يشعرون } أنَّهم يمكرون بها . { وإذا جاءتهم آية } ممَّا أطلع الله عليه نبيَّه عليه السَّلام ممَّا يخبرهم به { قالوا : لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله } حتى يوحى إلينا ويأتينا جبريل فنصدِّق [ به ] ، وذلك أنَّ كلَّ واحدٍ من القوم سأل أن يُخصَّ بالوحي ، كما قال الله : { بل يريد كلُّ امرىءٍ منهم أَنْ يُؤتى صحفاً مُنشَّرة } فقال الله سبحانه : { الله أعلم حيث يجعل رسالته } يعني : أنَّهم ليسوا بأهل لها ، هو أعلم بمَنْ يختصُّ بالرِّسالة { سيصيب الذين أجرموا صغار } مذلَّةٌ وهوانٌ { عند الله } أَيْ : ثابت لهم عند الله ذلك . { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإِسلام } يوسِّعْ قلبه ويفتحه ليقبل الإِسلام { ومن يرد أن يضلَّه يجعل صدره ضيقاً حرجاً } شديد الضِّيق { كأنما يصَّعد في السماء } إذا كُلَّف الإِيمان لشدَّته وثقله عليه { كذلك } مثل ما قصصنا عليك { يجعل الله الرجس } العذاب { على الذين لا يؤمنون } .