Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 135-138)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قل يا قوم اعملوا على مكانتكم } على حالاتكم التي أنتم عليها { إني عامل } على مكانتي ، وهذا أمرُ تهديدٍ . يقول : اعملوا ما أنتم عاملون ، إنِّي عاملٌ ما أنا عاملٌ { فسوف تعلمون مَنْ تكون له عاقبة الدار } أيُّنا تكون له الجنَّة { إنه لا يفلح الظالمون } لا يسعد مَنْ كفر بالله وأشرك بالله . { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام } كان المشركون يجعلون لله من حروثهم وأنعامهم وثمارهم { نصيباً } وللأوثان نصيباً ، فما كان للصَّنم أُنْفِقَ عليه ، وما كان لله أُطعم الضِّيفان والمساكين ، فما سقط ممَّا جعلوه لله في نصيب الأوثان تركوه ، وقالوا : إنَّ الله غنيٌّ عن هذا ، وإن سقط ممَّا جعلوه للأوثان من نصيب الله التقطوه وردُّوه إلى نصيب الصَّنم ، وقالوا : إنَّه فقير ، فذلك قوله : { فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم } ثمَّ ذمَّ فعلهم فقال : { ساء ما يحكمون } أَيْ : ساء الحكم حكمهم حيث صرفوا ما جعلوه لله على جهة التَّبرُّز إلى الأوثان . { وكذلك } ومثل ذلك الفعل القبيح { زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم } يعني : الشَّياطين أمروهم بأن يئدوا أولادهم خشية العَيْلَة { ليردوهم } ليهلكوهم في النَّار { وليلبسوا عليهم دينهم } ليخلطوا ويُدخلوا عليهم الشَّكَّ في دينهم ، ثمَّ أخبر أنَّ جميع ما فعلوه كان بمشيئته ، فقال : { ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون } من أنَّ لله شريكاً . { وقالوا هذه أنعام وحرث حجر } حرَّموا أنعاماً وحرثاً ، وجعلوها لأصنامهم ، فقالوا : { لا يطعمها إلاَّ مَنْ نشاء بزعمهم } أعلم الله سبحانه أنَّ هذا التَّحريم كذبٌ من جهتهم { وأنعام حرّمت ظهورها } كالسَّائبة والبحيرة والحامي { وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها } يقتلونها لآلهتهم خنقاً ، أو وقذاً { افتراءً عليه } أَيْ : يفعلون ذلك للافتراء على الله ، وهو أنَّهم زعموا أنَّ الله أمرهم بذلك .