Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 93-96)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً } نزلت في مسيلمة والأسود العنسي ؛ ادَّعيا النُّبوَّة ، وأنَّ الله أوحى إليهما ، وهذا معنى قوله : { أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومَنْ قال سأنزل مثل ما أنزل الله } يعني : المستهزئين الذين قالوا : { لو نشاء لقلنا مثل هذا } { ولو ترى } يا محمد { إذ الظالمون } يعني : الذين ذكرهم { في غمرات الموت } شدائده ، وأهواله { والملائكة باسطوا أيديهم } إليهم بالضَّرب والتَّعذيب { أخرجوا أنفسكم } أَيْ : يقولون ذلك ونفس الكافر تخرج بمشقةٍ وكُرهٍ ، لأنَّها تصير إلى أشدِّ العذاب ، والملائكة يكرهونهم على نزع الرُّوح ، ويقولون : { أخرجوا أنفسكم } كرهاً { اليوم تجزون عذاب الهون } أَي : العذاب الذي يقع به الهوان الشَّديد { بما كنتم تقولون على الله غير الحق } من أنَّه أوحي إليكم ولم يوح { وكنتم عن آياته تستكبرون } عن الإِيمان بها تتعظَّمون . { ولقد جئتمونا فرادى } يقال للكفَّار في الآخرة : جئتمونا فرادى بلا أهل ، ولا مالٍ ، ولا شيءٍ قدَّمتموه { كما خلقناكم أوَّل مرَّة } كما خرجتم من بطون أُمَّهاتكم { وتركتم ما خوَّلناكم } ملَّكناكم وأعطيناكم من المال والعبيد والمواشي { وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنَّهم فيكم شركاء } وذلك أنَّ المشركين كانوا يعبدون الأصنام على أنَّهم شركاء الله وشفعاؤهم عنده { لقد تقطع بينكم } وصلكم ومودتكم { وضلَّ عنكم } ذهب عنكم { ما كنتم تزعمون } تُكذِّبون في الدُّنيا . { إنَّ الله فالق الحبّ } شاقُّة بالنَّبات { والنوى } بالنَّخلة { يخرج الحي من الميت } يخرج النُّطفة بشراً حيّاً { ومُخرج الميت } النُّطفة { من الحيّ } وقيل : يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن { ذلكم الله } الذي فعل هذه الأشياء التي تشاهدونها ربكم { فأنى تؤفكون } فمن أين تُصرفون عن الحقِّ بعد البيان ! . { فالق الإِصباح } شاقُّ عمود الصُّبح عن ظلمة اللَّيل وسواده ، على معنى أنَّه خالقه ومُبديه { وجاعل الليل سكناً } للخلق يسكنون فيه سكون الرَّاحة { والشمس والقمر حسباناً } وجعل الشَّمس والقمر بحسبانٍ لا يجاوزانه فيما يدوران في حسابٍ { ذلك تقدير العزيز } في ملكه يصنع ما أراد { العليم } بما قدَّر من خلقهما .