Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 28-44)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قال أوسطهم } أعدلهم وأفضلهم : { ألم أقل لكم لولا تسبحون } هلاَّ تستثنون ، ومعنى التَّسبيح ها هنا الاستثناء بإنْ شاء الله ؛ لأنَّه تعظيمٌ لله ، وكلُّ تعظيمٍ لله فهو تسبيحٌ له . { قالوا سبحان ربنا } نزَّهوه عن أن يكون ظالماً ، وأقرُّوا على أنفسهم بالظُّلم فقالوا : { إنا كنا ظالمين } . { فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون } يلوم بعضهم بعضاً بما فعلوا من الهرب من المساكين ومنع حقهم . { قالوا يٰوَيْلَنَآ إنا كنا طاغين } بمنع حقِّ الفقراء وترك الاستثناء . { عسى ربنا أن يُبْدِلَنا خيراً منها } من هذه الجنَّة { إنا إلى ربنا راغبون } . { كذلك العذاب } كما فعلنا بهم نفعل بمَنْ خالف أمرنا ، ثمَّ بيَّن ما عند الله للمؤمنين فقال تعالى : { إنَّ للمتقين عند ربهم جنات النعيم } فلمَّا نزلت قال بعض قريش : إنْ كان ما تذكرون حقَّاً فإنَّ لنا في الآخرة أكثرَ ممَّا لكم ، فنزل : { أفنجعل المسلمين كالمجرمين } . { ما لكم كيف تحكمون } . { أم لكم كتاب } نزل من عند الله { فيه } ما تقولون { تدرسون } تُقرُّون ما فيه . { إنَّ لكم فيه } في ذلك الكتاب { لما تخيرون } تختارون . { أم لكم أيمان } عهودٌ ومواثيق { علينا بالغة } محكمةٌ لا ينقطع عهدها { إلى يوم القيامة إنَّ لكم لما تحكمون } تقضون . وكسرت " إنَّ " في الآيتين لمكان اللام في جوابها ، وحقُّها الفتح لو لم تكن اللام . فـ { سلهم } يا محمد { أيهم بذلك } الذي يقولون من أنَّ لهم في الآخرة حظّاَ { زعيم } كفيلٌ لهم . { أم لهم شركاء } آلهةٌ تكفل لهم بما يقولون { فليأتوا بشركائهم } لتكفل لهم { إن كانوا صادقين } فيما يقولون . { يوم يكشف عن ساق } عن شدَّةٍ من الأمر ، وهو يوم القيامة . قال ابنُ عبَّاس رضي الله عنه : أشدُّ ساعةٍ في القيامة ، فصار كشف السَّاق عبارةً عن شدَّة الأمر { ويدعون إلى السجود } أَيْ : الكافرون والمنافقون { فلا يستطيعون } يصير ظهرهم طبقاً واحداً كلَّما أراد أن يسجد واحدٌ منهم خرَّ على قفاه . { خاشعة أبصارهم } ذليلةً لا يرفعونها { ترهقهم } تغشاهم { ذلَّة وقد كانوا يدعون إلى السجود } في الدُّنيا { وهم سالمون } فيأبون ولا يسجدون لله . { فذرني ومَنْ يكذب بهذا الحديث } دعني والمُكذِّبين بهذا القرآن ، أَيْ : كِلْهُمْ إليَّ ولا تشغل قلبك بهم ، فإنِّي أكفيك أمرهم . { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون } أَيْ : نأخذهم قليلاً قليلاً ولا نباغتهم .