Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 188-189)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قل لا أملك لنفسي … } الآية . إنَّ أهل مكة قالوا : يا محمَّد ، ألا يخبرك ربُّك بالسِّعر الرَّخيص ، قبل أن يغلو ، فنشتري من الرَّخيص لنربح عليه ؟ وبالأرض التي تريد أن تجدب فنرتحل عنها ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ، ومعنى قوله : { لا أملك لنفسي نفعاً } أي : اجتلاب نفع بأن أربح ، { ولا ضرَّاً } دفع ضرٍّ بأن أرتحل من الأرض التي تريد أن تجدب { إلاَّ ما شاء الله } أن أملكه بتمليكه { ولو كنت أعلم الغيب } ما يكون قبل أن يكون { لاستكثرت من الخير } لادَّخرت في زمانِ الخِصْبِ لزمن الجدب { وما مسني السوء } وما أصابني الضرُّ والفقر { إن أنا إلاَّ نذير } لمَنْ يصدِّق ما جئت به { وبشير } لمن اتَّبعني وآمن بي . { هو الذي خلقكم من نفس واحدة } يعني : آدم { وجعل منها زوجها } حوَّاء خلقها من ضلعه { ليسكن إليها } ليأنس بها ، فيأوي إليها { فلما تغشاها } جامعها { حملت حملاً خفيفاً } يعني : النُّطفة والمنيِّ { فمرَّت به } استمرَّت بذلك الحمل الخفيف ، وقامت وقعدت ، ولم يُثْقِلها { فلما أثقلت } صار إلى حال الثِّقل ودنت ولادتها ، { دعوا الله ربهما } آدم وحواء { لئن آتيتنا صالحاً } بشراً سويَّاً مثلنا { لنكوننَّ من الشاكرين } وذلك أنَّ إبليس أتاها في غير صورته التي عرفته ، وقال لها : ما الذي في بطنك ؟ قالت : ما أدري . قال : إنِّي أخاف أن يكون بهيمةً ، أو كلباً أو خنزيراً ، وذكرت ذلك لآدم ، فلم يزالا في همٍّ من ذلك ، ثمَّ أتاها وقال : إن سألتُ الله أن يجعله خلقاً سويَّاً مثلك أَتُسمِّينه عبد الحارث ؟ وكان إبليس في الملائكة الحارث ، ولم يزل بها حتى غرَّها ، فلمَّا ولدت ولداً سويَّ الخلق سمَّته عبد الحارث ، فرضي آدم .