Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 49-53)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض } وهم قومٌ أسلموا بمكة ولم يهاجروا ، فلمَّا خرجت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا معهم ، وقالوا : نكون مع أكثر الفئتين ، فلمَّا رأوا قلَّة المسلمين قالوا : { غرَّ هٰؤلاء دينهم } إذ خرجوا مع قلَّتهم يقاتلون الجمع الكثير ، ثمَّ قُتلوا جميعاً مع المشركين . قال الله تعالى : { ومَنْ يتوكل على الله } يُسلم أمره إلى الله { فإنَّ الله عزيز } قويٌّ منيع { حكيم } في خلقه . { ولو ترى } يا محمَّد { إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة } يأخذون أرواحهم . يعني : مَنْ قُتلوا ببدرٍ { يضربون وجوههم وأدبارهم } مقاديمهم إذا أقبلوا إلى المسلمين ، ومآخيرهم إذا ولًّوا { وذوقوا } أَيْ : ويقولون لهم بعد الموت : ذوقوا بعد الموت { عذاب الحريق } . { ذلك } أَيْ : هذا العذاب { بما قدَّمت أيديكم } بما كسبتم وجنيتم { وأنَّ الله ليس بظلام للعبيد } لأنَّه حكم فيما يقضي . { كدأب آل فرعون … } الآية . يريد : عادة هؤلاء في التَّكذيب كعادة آل فرعون ، فأنزل الله تعالى بهم عقوبته ، كما أنزل بآل فرعون { إنَّ الله قويٌّ } قادرٌ لا يغلبه شيء { شديد العقاب } لمَنْ كفر به وكذَّب رسله . { ذلك بأنَّ الله … } الآية . إنَّ الله تعالى أطعم أهل مكَّة من جوعٍ ، وآمنهم من خوف ، وبعث إليهم محمداً رسولاً ، وكان هذا كلُّه ممَّا أنعم عليهم ، ولم يكن يُغيِّر عليهم لو لم يُغيِّروا هم ، وتغييرهم كفرهم بها وتركهم شكرها ، فلمَّا غيَّروا ذلك غيَّر الله ما بهم ، فسلبهم النِّعمة وأخذهم ، ثمَّ نزل في يهود قريظة .