Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 59-64)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولا تحسبنَّ الذين كفروا سبقوا } وذلك أنَّ مَنْ أفلت من حرب بدرٍ من الكفَّار خافوا أن ينزل بهم هلكة في الوقت ، فلمَّا لم ينزل طغوا وبغوا ، فقال الله : لا تحسبنَّهم سبقونا بسلامتهم الآن فـ { إنهم لا يعجزونـ } ـنا ولا يفوتوننا فيما يستقبلون من الأوقات . { وأعدوا لهم } أَيْ : خذوا العُدَّة لعدوِّكم { ما استطعتم من قوة } ممَّا تتقوون به على حربهم ، من السِّلاح والقسي وغيرهما { ومن رباط الخيل } ممَّا يرتبط من الفرس في سبيل الله { ترهبون به } تخوِّفون به بما استطعتم { عدو الله وعدوكم } مشركي مكَّة وكفَّار العرب { وآخرين من دونهم } وهم المنافقون { لا تعلمونهم الله يعلمهم } لأنَّهم معكم يقولون : لا إله إلاَّ الله ، ويغزون معكم ، والمنافق يريبه عدد المسلمين { وما تنفقوا من شيء } من آلةٍ ، وسلاحٍ ، وصفراء ، وبيضاء { في سبيل الله } طاعة الله { يوف إليكم } يخلف لكم في العاجل ، ويوفَّر لكم أجره في الآخرة { وأنتم لا تظلمون } لا تنقصون من الثَّواب . { وإن جنحوا للسلم } مالوا إلى الصُّلح { فاجنح لها } فملْ إليها . يعني : المشركين واليهود ، ثمَّ نسخ هذا بقوله : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله } { وتوكَّل على الله } ثق به { إنَّه هو السميع } لقولكم { العليم } بما في قلوبكم . { وإن يريدوا أن يخدعوك } بالصُّلح لتكفَّ عنهم { فإنَّ حسبك الله } أَيْ : فالذي يتولَّى كفايتك الله { هو الذي أيدك } قوَّاك { بنصره } يوم بدرٍ { وبالمؤمنين } يعني : الأنصار . { وألف بين قلوبهم } بين قلوب الأوس والخزرج ، وهم الأنصار { لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألَّفت بين قلوبهم } للعداوة التي كانت بينهم ، { ولكنَّ الله ألف بينهم } لأنَّ قلوبهم بيده يُؤلِّفها كيف يشاء { إنَّه عزيز } لا يمتنع عليه شيء { حكيم } عليمٌ بما يفعله . { يا أيها النبيُّ حسبك الله … } الآية . أسلم مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثلاثةٌ وثلاثون رجلاً ، وستُّ نسوةٍ ، ثمَّ أسلم عمر رضي الله عنه ، فنزلت هذه الآية ، والمعنى : يكفيك الله ، ويكفي من اتَّبعك من المؤمنين .