Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 13-26)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فصبَّ عليهم ربك سوط عذاب } أَيْ : جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب . { إنَّ ربك } جواب القسم الذي في أوَّل السُّورة { لبالمرصاد } بحيث يرى ويسمع ويرصد أعمال بني آدم . { فأمَّا الإنسان } يعني : الكافر { إذا ما ابتلاه ربُّه } امتحنه بالنِّعمة والسَّعة { فأكرمه } بالمال { ونعَّمة } بما وسَّع عليه { فيقول ربي أكرمنِ } لا يرى الكرامة من الله إلاَّ بكثرة الحظِّ من الدُّنيا . { وأمَّا إذا ما ابتلاه فَقَدَرَ } فضيَّق { عليه رزقه فيقول ربي أهانن } يرى الهوان في قلَّة حظِّه من الدنيا ، وهذا صفة الكافر ، فأما المؤمن فالكرامة عنده أن يُكرمه الله بطاعته ، والهوان أن يُهينه بمعصيته ، ثم رَدَّ هذا على الكافر ، فقال : { كلا } أَيْ : ليس الأمر كما يظنُّ هذا الكافر . { بل لا تكرمون اليتيم } إخبارٌ عمَّا كانوا يفعلونه من ترك توريث اليتيم ، وحرمانه ما يستحقُّ من الميراث . { ولا تَحَاضُّون على طعام المسكين } لا تأمرون به ، ولا تُعينون عليه . { وتأكلون التراث } يعني : ميراث اليتامى { أكلاً لمّاً } شديداً ، تجمعون المال كلَّه في الأكل ، فلا تُعطون اليتيم نصيبه . { وتحبون المال حباً جماً } كثيراً . { كلا } ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر { إذا دكت الأرض دكاً دكاً } إذا زُلزلت الأرض فكَسر بعضها بعضاً . { وجاء ربك } أَيْ : أمر ربِّك وقضاؤه { والملك } أَيْ : الملائكةُ { صفاً صفاً } صفوفاً . { وجيء يومئذٍ بجهنم } تُقاد بسبعين أَلْفِ زمامٍ ، كلُّ زمامٍ بأيدي سبعين ألف مَلَكٍ { يومئذٍ يتذكَّر الإنسان } يُظهر الكافر التَّوبة { وأنى له الذكرى } ومن أين له التَّوبة ؟ { يقول يا ليتني قدمت لحياتي } أَيْ : للدَّار الآخرة التي لا موت فيها . { فيومئذٍ لا يعذِّب عذابه أحد } لا يتولَّى عذاب الله تعالى يومئذٍ أحدٌ ، والأمر يومئذ أمره ، ولا أمر غيره . { ولا يوثق وثاقه } يعني بالوثاق الإِسار والسًَّلاسل والأغلال ، والمعنى : لا يبلغ أحدٌ من الخلق كبلاغ الله سبحانه في التَّعذيب والإِيثاق .