Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 1-4)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ براءة من الله ورسوله … } الآية . أخذت المشركون ينقضون عهوداً بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمره الله تعالى أن ينقض عهودهم وينبذها إليهم ، وأنزل هذه الآية ، والمعنى : قد برىء الله ورسوله من إعطائهم العهود والوفاء بها إذ نكثوا ، ثمَّ خاطب المشركين فقال : { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر } سيروا فيها آمنين حيث شئتم . يعني : شوالاً إلى صفر ، وهذا تأجيلٌ من الله سبحانه للمشركين ، فإذا انقضت هذه المدَّة قُتلوا حيثما أُدركوا { واعلموا أنكم غير معجزي الله } لا تفوتونه وإنْ أُجِّلتم هذه المدَّة { وأنَّ الله مُخْزي الكافرين } مذلُّهم في الدُّنيا بالقتل ، والعذاب في الآخرة . { وأذان من الله } إعلامٌ منه { ورسوله إلى الناس } يعني : العرب { يوم الحج الأكبر } يوم عرفة . وقيل : يوم النَّحر ، والحجُّ الأكبر [ الحجُّ ] بجميع أعماله ، والأصغر العمرة { أنَّ الله بريء من المشركين ورسولُهُ } أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يُعلم مشركي العرب في يوم الحجِّ الأكبر ببراءته من عهودهم ، فبعث عليَّاً رضي الله عنه حيث قرأ صدر براءة عليهم يوم النَّحر ، ثمَّ خاطب المشركين ، فقال : { فإن تبتم } رجعتم عن الشِّرك { فهو خيرٌ لكم } من الإِقامة عليه { وإن توليتم } عن الإِيمان { فاعلموا أنكم غير معجزي الله } لا تفوتونه بأنفسكم عن العذاب ، ثمَّ أوعدهم بعذاب الآخرة فقال : { وبشر الذين كفروا بعذاب أليم } ثمَّ استثنى قوماً من براءة العهود ، فقال : { إلاَّ الذين عاهدتم من المشركين ثمَّ لم ينقصوكم } من شروط العهد { شيئاً } وهم بنو ضمرة وبنو كنانة { ولم يظاهروا عليكم أحداً } لم يعاونوا عليكم عدوَّاً { فأتموا إليهم عهدهم إلى مدَّتهم } إلى انقضاء مدَّتهم ، وكان قد بقي لهم من مدَّتهم تسعة أشهر ، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بإتمامها لهم { إنَّ الله يحب المتقين } مَنِ اتَّقاه بطاعته .