Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 28-33)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس } لا يغتسلون من جنابةٍ ، ولا يتوضؤون من حدثٍ { فلا يقربوا المسجد الحرام } أَيْ : لا يدخلوا الحرم . مُنعوا من دخول الحرم ، فالحرمُ حرامٌ على المشركين { بعد عامهم هذا } يعني : عام الفتح ، فلمَّا مُنعوا من دخول الحرم قال المسلمون : إنَّهم كانوا يأتون بالميرة ، فالآن تنقطع عنا المتاجر ، فأنزل الله تعالى : { وإن خفتم عيلة } فقراً { فسوف يغنيكم الله من فضله } فأسلم أهل جدَّة وصنعاء وجرش ، وحملوا الطَّعام إلى مكَّة ، وكفاهم الله ما كانوا يتخوَّفون { إنَّ الله عليم } بما يصلحكم { حكيم } فيما حكم في المشركين ، ثمَّ نزل في جهاد أهل الكتاب من اليهود والنَّصارى قوله : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } يعني : كإيمان الموحِّدين وإيمانُهم غيرُ إيمانٍ إذا لم يؤمنوا بمحمد { ولا يحرِّمون ما حرم الله ورسوله } يعني : الخمر والميسر { ولا يدينون دين الحق } لا يتدينون بدين الإِسلام { حتى يعطوا الجزية } وهي ما يعطي المعاهِد على عهده { عن يد } يعطونها بأيديهم يمشون بها كارهين ، ولا يجيئون بها ركباناً ، ولا يرسلون بها { وهم صاغرون } ذليلون مقهورون يُجَرُّون إلى الموضع الذي تقبض منهم فيه بالعنف ، حتى يؤدُّوها من يدهم . { وقالت اليهود عزير ابنُ الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم } ليس فيه برهانٌ ولا بيانٌ ، إنَّما هو قولٌ بالفم فقط { يُضاهئون } يتشبَّهون بقول المشركين حين قالوا : الملائكة بنات الله ، وقد أخبر الله عنهم . بقوله : { وخرقوا له بنين وبناتٍ } { قاتلهم الله } لعنهم الله { أنى يؤفكون } كيف يُصرفون عن الحقِّ بعد وضوح الدَّليل حتى يجعلوا لله الولد ، وهذا تعجيب للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم } علماؤهم وعُبَّادهم { أرباباً } آلهةً { من دون الله } حيث أطاعوهم في تحليل ما حرَّم الله ، وتحريم ما أحلَّ الله { والمسيح ابن مريم } اتخذوه ربَّاً { وما أمروا } في التَّوراة والإِنجيل { إلاَّ ليعبدوا إلهاً واحداً } وهو الذي لا إله غيره { سبحانه عمَّا يشركون } تنزيهاً له عن شركهم . { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم } يخمدوا دين الإِسلام بتكذيبهم { ويأبى الله إلاَّ أن يتم نوره } إلاَّ أَنْ يُظهر دينه . { هو الذي أرسل رسوله } محمداً { بالهدى } بالقرآن { ودين الحق } الحنيفيَّة { ليظهره على الدين كله } ليعليَه على جميع الأديان .