Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 58-62)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومنهم } ومن المنافقين { مَن يَلْمِزُكَ } يعيبك ويطعن عليك { في } أمر { الصدقات } يقول : إنَّما يعطيها محمَّد مَنْ أحبَّ ، فإنْ أكثرت لهم من ذلك فرحوا ، وإنْ أعطيتهم قليلاً سخطوا ، ثمَّ ذكر في الآية الثَّانية أنَّهم لو رضوا بذلك وتوكَّلوا على الله لكان خيراً لهم ، وهو قوله : { ولو أنَّهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون } ثمَّ بيَّن لمن الصَّدقات ، فقال : { إنما الصدقات للفقراء } وهم المُتعفِّفون عن السُّؤال { والمساكين } الذين يسألون ويطوفون على النَّاس { والعاملين عليها } السُّعاة لجباية الصَّدَقة { والمؤلفة قلوبهم } كانوا قوماً من أشراف العرب استألفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليردُّوا عنه قومهم ويُعينوه على عدوِّه { وفي الرقاب } المكاتبين { والغارمين } أهل الدِّيْن { وفي سبيل الله } الغزاة والمرابطون { وابن السبيل } المنقطع في سفره { فريضة من الله } افترضها الله على الأغنياء في أموالهم . { ومنهم الذين يؤذون النبيَّ } بنقل حديثه وعيبه { ويقولون هو أذنٌ } أنَّهم قالوا فيما بينهم : نقول ما شئنا ، ثمَّ نأتيه فَنَحْلِفُ له فيصدِّقنا ؛ لأنَّه أُذنٌ [ والأُذن : الذي يسمع كلَّ ما يُقال له ] ، فقال الله تعالى { قل أذن خير لكم } أَيْ : مستمعُ خيرٍ وصلاح ، لا مستمع شرٍّ وفسادٍ ، ثمَّ أَكَّد هذا وبيَّنه فقال : { يؤمن بالله } أَيْ : يسمع ما ينزله الله عليه ، فيصدِّق به { ويؤمن للمؤمنين } ويصدِّق المؤمنين فيما يخبرونه ، لا الكافرين { ورحمة للذين آمنوا منكم } أَيْ : وهو رحمةٌ ؛ لأنَّه كان سبب إيمانهم . { يحلفون بالله لكم ليرضوكم } يحلف هؤلاء المنافقون فيما بلغكم عنهم من أذى الرَّسول والطَّعن عليه أنَّهم ما أتوا ذلك ؛ ليرضوكم بيمينهم { والله ورسوله أحقُّ أن يرضوه } فيؤمنوا بهما ويصدِّقوهما إن كانوا على ما يظهرون .