Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 65-68)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولئن سَأَلْتَهُمْ } عمَّا كانوا فيه من الاستهزاء { ليقولنَّ إنما كنا نخوض ونلعب } وذلك " أنَّ رجلاً من المنافقين قال في غزوة تبوك : ما رأيتُ مثل هؤلاء أرغبَ بطوناً ، ولا أكذبَ أَلْسُناً ، ولا أجبنَ عند اللِّقاء . يعني : رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، فأُخبر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فجاء هذا القائل ليعتذر ، فوجد القرآن قد سبقه فقال : يا رسول الله ، إنما كنَّا نخوض ونلعب ، ونتحدَّث بحديث الرَّكب نقطع به عنا الطريق ، وهو معنى قوله : { إنَّما كنا نخوض } أَيْ : في الباطل من الكلام ، كما يخوض الرَّكب ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أباللَّهِِ وآياته ورسوله كنتم تستهزئون " { لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } أَيْ : ظهر كفركم بعد إظهاركم الإِيمان { إنْ نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة } وذلك أنَّهم كانوا ثلاثة نفر ، فهزىء اثنان وضحك واحد ، وهو المغفوُّ عنه ، فلمَّا نزلت هذه الآية برىء من النِّفاق . { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض } على دين بعض { يأمرون بالمنكر } بالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم { وينهون عن المعروف } عن اتِّباعه { ويقبضون أيديهم } عن النَّفقة في سبيل الله { نسوا الله فنسيهم } تركوا أمر الله ، فتركهم من كلِّ خيرٍ وخذلهم { إنَّ المنافقين هم الفاسقون } الخارجون عمَّا أمر الله . { وعد الله المنافقين … } الآية ظاهرة ، ثمَّ خاطبهم .