Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 90, Ayat: 6-20)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يقول أهلكت مالاً } على عداوة محمد صلى الله عليه وسلم { لبداً } كثيراً بعضه على بعض ، وهو كاذبٌ في ذلك ، قال الله تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد } في إنفاقه ، فيعلم مقدار نفقته ، ثمَّ ذكر ما يستدلُّ به على أنَّ الله تعالى قادرٌ عليه ، وأَنْ يحصي عليه ما يعمله ، فقال : { ألم نجعل له عينين } . { ولساناً وشفتين } . { وهديناه النجدين } يقول : ألم نُعرِّفه طريق الخير وطريق الشَّرِّ . { فلا اقتحم العقبة } أَيْ : لم يدخل العقبة ، وهذا مَثَلٌ ضربه الله تعالى للمنفق في طاعة الله يحتاج أن يتحمَّل الكُلفة ، كمَنْ يتكلَّف صعود العقبة ، يقول : لم ينفق هذا الإنسان في طاعة الله شيئاً . { وما أدراك ما العقبة } أَيْ : ما اقتحام العقبة ، ثمَّ فسَّره فقال : { فك رقبة } وهو إخراجها من الرِّقِّ بالعون في ثمنها . { أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة } مجاعةٍ . { يتيماً ذا مقربة } ذا قرابةٍ . { أو مسكيناً ذا متربة } أَيْ : ذا فقرٍ قد لصق من فقره بالتُّراب . { ثم كان من الذين آمنوا } أَيْ : كان مقتحم العقبة وفاكُّ الرَّقبة والمُطعم من الذين آمنوا ؛ فإنَّه إنْ لم يكن منهم لم ينفعه قربةٌ { وتواصوا } أوصى بعضهم بعضاً { بالصبر } على طاعة الله تعالى { وتواصوا بالمرحمة } بالرَّحمة على الخلق . { أولئك أصحاب الميمنة } مَنْ كان بهذه الصفة فهو من جملة أصحاب اليمين . { والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة } أصحاب الشِّمال . وقيل في أصحاب اليمين : إنَّهم الميامين على أنفسهم ، وفي أصحاب المشأمة : إنَّهم المشائيم على أنفسهم . { عليهم نار مؤصدة } مُطَبقةٌ .