Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 117-122)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
117 - وما كان من سنة الله ، ولا من عدله فى خلقه ، أن يظلم أمة من الأمم فيهلكها وهى متمسكة بالحق ، ملتزمة للفضائل ، عاملة على ما يصلح أمرها وأمر غيرها . 118 - ولو شاء ربك - أيها النبى - لجعل الناس على دين واحد ، مطيعين الله بطبيعة خلقتهم ، كالملائكة ، ولكان العالم غير هذا العالم ، ولكنه سبحانه لم يشأ ذلك ، بل تركهم مختارين ، فلا يزالون مختلفين فى كل شئ ، حتى فى أصول العقائد ، كالإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر ، مما لا يجوز الخلاف فيه ، تبعاً لميولهم وشهواتهم وتفكيرهم ، يتعصب كل فريق لرأيه ، وما وجد عليه آباءه . 119 - لكن الذين رحمهم الله لسلامة فِطَرِهم ، فإنهم اتفقوا على حُكم الله فيهم ، فآمنوا بجميع رسله وكتبه واليوم الآخر . ولهذه المشيئة التى اقتضتها حكمته تعالى فى نظام هذا العالم ، خلقهم الله سبحانه مستعدين لهذا الثواب والعقاب ، وبهذا يتحقق وعد ربك بأنه لا بد من أن يملأ جهنم من أتباع إبليس من الجن والناس . 120 - ونقص عليك - أيها النبى - من كل نوع من أخبار الرسل السابقة مع أممهم ما نُقَوِّى به قلبك على القيام بمشاق الرسالة ، وقد جاءك فى هذه الأنباء بيان الحق الذى تدعو إليه ، مثلما دعا إليه السابقون من الرسل ، من توحيد الله والبُعْد عما يغضبه ، كما جاءك فيها ما فيه عظة وعبرة ينتفع بها المؤمنون ، فيزدادون إيماناً ، والمستعدون للإيمان فيسارعون إليه . 121 - وقل - أيها النبى - للذين يصرون على العناد والكفر : ابْذلوا أقصى ما فى قدرتكم من محاربة الإسلام وإيذاء المؤمنين به ، فإننا ماضون فى طريقنا ثابتون على عملنا . 122 - وانتظروا ما تترقبونه لنا ، إننا كذلك منتظرون وعد الله لنا بنجاح الدعوة والانتصار على أعدائها .