Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 42-46)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
42 - ونزلوا فى السفينة ، فصارت تجرى بهم سائرة فى موج يعلو ويرتفع ، حتى يصير كالجبال فى علوها ، وفى ابتداء سيرها تذكر نوح ابنه بعاطفة الأبوة ، وقد كان فى معزل عن دعوة أبيه فناداه : اركب معنا يا بُنى ولا تكن مع الجاحدين بدين الله تعالى . 43 - لم يطع الولد أباه الشفيق ، وقال : سأتخذ مأوى لى مكاناً يمنعنى من الماء ، فقال الأب العالم بقضاء الله فى شأن العصاة : يا بُنى لا يوجد ما يمنع من حكم الله تعالى بالإغراق للظالمين ، وغاب الولد عن أبيه الناصح بالموج المرتفع ؛ فكان مع المغرقين الهالكين الجاحدين . 44 - وبعد أن هلك الجاحدون بالإغراق ، جاء أمر الله التكوينى ، فقيل بحكم التكوين : ابْلَعى ماءك أيتها الأرض ، وامتنعى عن إنزال الماء أيتها السماء ، فذهب الماء من الأرض ، ولم تمد بشئ من السماء ، وانتهى حكم الله بالإهلاك واستوت الفلك ، ووقفت عند الجبل المسمى بالجودى ، وقضى الله بإبعاد الظالمين عن رحمته ، فقيل : هلاكاً للقوم الظالمين بسبب ظلمهم . 45 - ثارت الشفقة فى قلب نوح على ابنه ، فنادى رَبَّه ضارعاً مشفقاً فقال : يا خالقى ومنشئى ، إن ابنى قطعة منى ، وهو من أهلى . وقد وعدت أن تنجى أهلى ، وإن وعدك حق ثابت واقع ، وأنت أعدل الحاكمين ، لأنك أعلمهم ، ولأنك أكثر حكمة من كل ذوى الحكم . 46 - قال الله سبحانه : إن ابنك ليس من أهلك ، إذ أنه بكفره وسيره مع الكافرين قد انقطعت الولاية بينك وبينه ، وقد عمل أعمالا غير صالحة ، فلم يصر منك ، فلا تطلب ما لا تعلم : أهو صواب أم خطأ ؟ ولا تَسِرْ وراء شفقتك وإنى أرشدك إلى الحق لكيلا تكون من الجاهلين الذين تنسيهم الشفقة الحقائق الثابتة .