Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 100-103)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

100 - وسار الركب داخل مصر حتى بلغ دار يوسف ، فدخلوها وصدَّر يوسف أبويه ، فأجلسهما على سرير ، وغمر يعقوب وأهله شعور بجليل ما هيأ اللَّه لهم على يدى يوسف ، إذ جمع به شمل الأسرة بعد الشتات ونقلها إلى مكان عظيم من العزة والتكريم ، فحيَّوه تحية مألوفة تعارف الناس عليها فى القديم للرؤساء والحاكمين ، وأظهروا الخضوع لحكمه ، فأثار ذلك فى نفس يوسف ذكرى حلمه وهو صغير ، فقال لأبيه : هذا تفسير ما قصصت عليك من قبل من رؤيا ، حين رأيت فى المنام أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين لى ، قد حققه ربى ، وقد أكرمنى وأحسن إلىَّ ، فأظهر براءتى ، وخلصنى من السجن ، وأتى بكم من البادية لنلتقى من بعد أن أفسد الشيطان بينى وبين إخوتى ، وأغراهم بى ، وما كان لهذا كله أن يتم بغير صنع اللَّه ، فهو رفيق التدبير والتسخير لتنفيذ ما يريد ، وهو المحيط علما بكل شئ ، البالغ حكمه فى كل تصرف وقضاء . 101 - واتجه يوسف إلى اللَّه ، يشكره بإحصاء نعمه عليه ، ويرجوه المزيد من فضله ، قائلا : يا رب ما أكثر نعمك علىَّ ، وما أعظمها ، لقد منحتنى من الملك ما أحمدك عليه ، ووهبتنى من العلم بتفسير الأحلام ما وهبت ، يا خالق السموات والأرض وبارئهما ، أنت مالك أمرى ومتولى نعمتى فى محياى وبعد مماتى ، اقبضنى إليك على ما ارتضيت لأنبيائك من دين الإسلام ، وأدخلنى فى زمرة من هديتهم إلى الصلاح من آبائى وعبادك الصالحين المخلصين . 102 - ذلك الذى قصصنا عليك - أيها النبى - من أخبار الماضى السحيق ، لم يأتك إلا بإيحاء منا ، وما كنت حاضرا إخوة يوسف وهم يدبرون له من المكائد وما علمت بكيدهم إلا عن طريقنا . 103 - وفى أغلب الطباع مرض يجعلها غير قابلة لتصديق ما أوحى إليك مهما تعلق قلبك بأن يؤمنوا أو أجهدت نفسك أن يكونوا من المهتدين .