Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 18-22)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

18 - وأحضروا قميصه وعليه دم يشهد بادعائهم ، إذ زعموا أنه دم يوسف ليصدقهم أبوهم ، ولكنه قال : إن الذئب لم يأكله كما زعمتم ، بل قد سولت لكم أنفسكم أمراً عظيماً فأقدمتم عليه ، فشأنى صبر جميل لا يصحبه الجزع على ما أصابنى منكم ، والله - وحده - الذى يُطْلَب منه العون على ما تزعمون وتدعون من الباطل . 19 - وجاءت جهة البئر جماعة كانت تسرع فى السير إلى مصر ، فأرسلوا مَن يرد الماء منهم ويعود إليهم من البئر بما يسقيهم ، فألقى دلوه فيه ورفعه منه فإذا يوسف متعلق به … قال واردهم يعلن ابتهاجه وفرحه : يا للخير ويا للخبر السار … هذا غلام … وأخفوه فى أمتعتهم ، وجعلوه بضاعة تُباع ، والله محيط علمه بما كانوا يعملون . 20 - وباعوه فى مصر بثمن دون قيمته ، كان الثمن دراهم قليلة ، وكانوا فى يوسف من الزاهدين الراغبين عنه ، لخوفهم أن يدركهم أهله ويعرفوه بينهم وينتزعوه منهم . 21 - وقال الذى اشتراه من مصر لزوجته : أحسنى معاملته وأكرميه حتى تطيب له الإقامة معنا ، لعله ينفعنا أو نتبناه ونتخذه ولداً لنا ، وكما كانت هذه المكانة عظيمة وهذه الإقامة كريمة جعلنا ليوسف فى أرض مصر مكانة أخرى كبرى ، ليتصرف فيها بالعدل وحسن التدبير ، لنعلمه تفسير الأحاديث والرؤى فيعرف منها ما سيقع قبل أن يقع ويستعد له ، والله قوى قادر على تنفيذ كل أمر يريده ، لا يُعجزه شئ عن شئ ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون خفايا حكمته ولطف تدبيره . 22 - ولما بلغ يوسف أقصى قوته أعطيناه حكماً صائباً ، وعلماً نافعاً ، ومثل هذا الجزاء الذى أعطيناه إياه على إحسانه ، نجزى المحسنين على إحسانهم .