Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 28-32)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

28 - فلما رأى الزوج قميص يوسف قُدَّ مِن خلف ، قال لزوجته : إن اتهامك له بما وقعت أنت فيه مع براءته هو من كيدكن - معشر النسوة - إن مكركن عظيم . 29 - يا يوسف أعرض عن هذا الأمر ، واكتمه ولا تذكره ، واستغفرى أنت لذنبك ، إنك كنتِ من الآثمين الذين تعمدوا الوقوع فى الخطأ وارتكاب الإثم ، واتهموا غيرهم بما أثموا هم به . 30 - وانتهى الخبر إلى جماعة من النساء فى المدينة ، فتحدثن وقلن : إن امرأة العزيز تغرى خادمها وتخدعه عن نفسه ليطيعها فيما تريده منه ، قد خالط حبُّه شغاف قلبها حتى وصل إلى صميمه ، إنا نعتقد أنها بمسلكها معه فى ضلال واضح وخطأ بيِّن . 31 - فلما سمعت باغتيابهن وسوء كلامهن فيها ، دعتهن إلى بيتها ، وأعدت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد والنمارق ، وأعطت كل واحدة منهن سكيناً ، بعد أن حضرن وجلسن متكئات ، وقُدِّم لهن الطعام ليأكلن بالسكاكين ما تناله منه أيديهن . وقالت ليوسف : اخرج عليهن ، فلما ظهر ورأينه أعظمنه وأخذهن حسنُه الرائع وجماله البارع ، فجرحن أيديهن من فرط الدهشة والذهول ، وهن يأكلنْ طعامهن ، قلن متعجبات مندهشات : تنزيهاً لله ، ما هذا الذى نراه بشراً ؛ لأن البشر لا يكون على هذا الحسن والجمال والصفاء والنقاء ، ما هذا إلا ملك كثير المحاسن طيب الشمائل ، سخى الصفات . 32 - قالت امرأة العزيز تُعقّب على كلامهن : فذلك الفتى الذى بهركن حسنه ، وأذهلكن عن أنفسكن حتى حصل ما حصل ، هو الذى لُمْتُنَّنى فى شأنه ، ولقد طلبته وحاولت إغراءه ليستجيب لى فامتنع وتأبى ، كأنه فى عصمة كان يستزيد منها ، وأٌقسم إن لم يفعل ما آمره به ليعاقبن بالسجن وليكونَنّ من الأذلاء المهينين .