Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 85-89)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

85 - وتوالت الأيام ويعقوب مسترسل فى لوعته ، وخشى أبناؤه سوء العاقبة ، فاتجهوا إلى مراجعته وحمله على التخفيف من شدة حزنه ، وقالوا له - وهم بين الإشفاق عليه والغيظ من دوام ذكره ليوسف - : لئن لم تخفف عن نفسك لتزيدن ذكرى يوسف آلامك وأوجاعك ، إلى أن يذيبك الغم فتشرف على الموت ، أو تصبح فى عداد الميتين . 86 - ولم يؤثر قولهم فيه ، فردهم قائلاً : ما شكوت لكم ، ولا طلبت منكم تخفيف لوعتى ، وليس لى إلا اللَّه أضرع إليه وأشكو له همومى صعبها وسهلها ، وما أستطيع كتمانه منها وما لا أستطيع ، لأنى أدرك من حسن صنعه وسعة رحمته ما لا تدركون . 87 - والثقة فى اللَّه تحيى الأمل ولذلك لم يذهب الغم برجاء يعقوب فى عودة ولديه إليه ، وألقى فى روعه أنهما من الأحياء ، وأن موعد التقائه بهما قد حان ، فأمر بنيه أن ينقبوا عنهما ، قائلا لهم : يا بنى ارجعوا إلى مصر فانضموا إلى أخيكم الكبير ، وابحثوا عن يوسف وأخيه وتطلَّبوا أخبارهما فى رفق لا يشعر به الناس ، ولا تقنطوا من أن يرحمنا اللَّه بردهما ، لأنه لا يقنط من رحمة اللَّه غير الجاحدين . 88 - واستجاب إخوة يوسف لطلب أبيهم ، فذهبوا إلى مصر ، وتحايلوا لمقابلة حاكمها الذى ظهر لهم من بعد أنه يوسف ، فلما دخلوا عليه ، قالوا : - يا أيها العزيز - مسَّنا نحن وعشيرتنا الجوع وما يتبعه من ضر الأجسام والنفوس ، وجئنا إليك بأموال قليلة هى بضاعتنا وهى ترد لقلتها ورداءتها ، وليست كفاء ما نرجوه منك ، لأننا نرجو منك وفاء الكيل فأوفه لنا ، واجعل الزائد عن حقنا صدقة علينا ، إن اللَّه تعالى يثيب المتصدقين بأحسن الثواب . 89 - أخذت يوسف الشفقة الأخوية الرحيمة التى تعفو عن الإساءة ، وابتدأ يكشف أمره لهم قائلا فى عتب ، هل أدركتم قبح ما فعلتموه بيوسف من إلقائه فى الجب ، وبأخيه من أذى . مندفعين فى ذلك بجهل أنساكم الرحمة والأخوة ؟