Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 18-21)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

18 - إن حال أعمال الخيّرين الكافرين الدنيوية وكسبهم فيها - لبنائها على غير أساس من الإيمان - كحال رماد اشتدت لتفريقه الريح فى يوم شديد العواصف ، لا يقدرون يوم القيامة على شئ مما كسبوا فى الدنيا من تلك الأعمال فلا يمكنهم الانتفاع بشئ منها إذ لا يرون لها أثراً من الثواب ، كما لا يقدر صاحب الرماد المتطاير فى الريح على إمساك شئ منه ، وهؤلاء الضالون يحسبون أنهم محسنون ، مع أن أعمالهم بعيدة أشد البعد عن طريق الحق . 19 - ألم تعلم - أيها المخاطب - أن الله تعالى خلق السموات والأرض لتقوما على الحق بمقتضى حكمته ، ومن قدر على هذا كان قادراً على إهلاككم أيها الكافرون والإتيان بخلق جديد غيركم يعترفون بوجوده ووحدانيته إذا شاء . 20 - وما ذلك الإذهاب والإتيان على الله بمتعذر ولا بمتعسر . 21 - وسيظهر الكفار جميعاً من قبورهم للرائين - لأجل حساب الله تعالى - ظهوراً لا شك فيه كأنه واقع الآن فعلا ، فيقول ضعفاء الرأى من الأتباع للقادة المستكبرين : إنا كنا لكم تابعين فى تكذيب الرسل ومحاربتهم والإعراض عن نصائحهم ، فهل أنتم اليوم دافعون عنا من عذاب الله بعض الشئ ؟ قال المستكبرون : لو هدانا الله إلى طريق النجاة ووفقنا له لأرشدنا ودعوناكم إليه ، ولكن ضللنا فأضللناكم ، أى اخترنا لكم ما اخترناه لأنفسنا ، ونحن وأنتم الآن سواء علينا الجزع والصبر ، ليس لنا مهرب من العذاب .