Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 108-112)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
108 - هؤلاء هم الذين طبع اللَّه على قلوبهم ، فصارت لا تقبل الحق ، وعلى أسماعهم فلم يعودوا يسمعون سماع فهم وتدبر ، كأنهم صم ، وعلى أبصارهم فلا ترى ما فى الكون أمامهم من عبر ودلالات ، وأولئك هم الغارقون فى الغفلة عن الحق ، فلا خير فيهم إلا إذا أزالوا الغفلة من عقولهم . 109 - وهؤلاء لا شك أنهم - وحدهم - هم الخاسرون لكل خير فى الآخرة . 110 - ثم اعلم - أيها النبى - أن ربك مُعين وناصر للذين هاجروا من مكة فرارا بدينهم من الضغط ، وبأنفسهم من عذاب المشركين ، ثم جاهدوا بما يملكون الجهاد به من قول أو فعل ، وصبروا على مشاق التكاليف ، وعلى ما يلاقونه فى سبيل دينهم ، إن ربك من بعد ما تحملوا ذلك لغفور لما حصل منهم إن تابوا ، رحيم بهم فلا يؤاخذهم على ما أكرهوا عليه . 111 - اذكر لقومك - أيها النبى - محذراً إياهم يوم ، يأتى فيه كل إنسان لا يهمه إلا الدفاع عن نفسه ، لا يشغله عنها والد ولا ولد ، وهو يوم القيامة ، ويوفى اللَّه فيه كل نفس جزاء ما كسبت من أعمال ، خيراً كانت أو شراً ، ولا يظلم ربك أحدا . 112 - وجعل اللَّه - سبحانه - لأهل مكة مثلاً يعتبرون به هو قصة قرية من القرى كان أهلها فى أمن من العدو ، وطمأنينة من ضيق العيش ، يأتيهم رزقهم واسعاً من كل مكان ، فجحدوا نعم اللَّه عليهم ، ولم يشكروه بطاعته وامتثال أمره ، فعاقبهم اللَّه بالمصائب التى أحاطت بهم من كل جانب ، وذاقوا مرارة الجوع والخوف بعد الغنى والأمن ، وذلك بسبب تماديهم فى الكفر والمعاصى .