Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 11-16)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
11 - وإذا قال أحد من المهتدين لهؤلاء المنافقين : لا تفسدوا فى الأرض بالصدِّ عن سبيل الله ، ونشر الفتنة وإيقاد نار الحرب برَّأوا أنفسهم من الفساد ، وقالوا : ما نحن إلا مصلحون . وذلك لفرط غرورهم ، وهذا شأن كل مفسد خبيث مغرور يزعم فساده إصلاحاً . 12 - ألا فتنبهوا أيها المؤمنون إلى أنهم هم أهل الفساد حقاً ، ولكنهم لا يشعرون بفسادهم لغرورهم ، ولا بسوء العاقبة التى ستصيبهم بسبب هذا النفاق . 13 - وإذا قال قائل لهم ينصحهم ويرشدهم : أقبلوا على ما يجب ، وهو أن تؤمنوا إيماناً مخلصاً مثل إيمان الناس الكاملين المستجيبين لصوت العقل ؛ سخروا وتهكَّموا وقالوا : لا يليق بنا أن نتبع هؤلاء الجهلاء ضعاف العقول . فرد الله عليهم تطاولهم وحكم عليهم بأنهم - وحدهم - الجهلاء الحمقى . ولكنهم لا يعلمون علماً يقيناً أن الجهل ونقص الإدراك محصور فيهم مقصور عليهم . 14 - وإذا لقى هؤلاء المنافقون المؤمنين المخلصين قالوا : آمنّا بما أنتم به مؤمنون من صدق الرسول ودعوته ، ونحن معكم فى الاعتقاد ، وإذا انصرفوا عنهم واجتمعوا بأصحابهم الذين يشبهون الشياطين فى الفتنة والفساد قالوا لهم : إنا معكم على طريقتكم وعملكم ، وإنما كان قولنا للمؤمنين ما قلنا : استخفافاً بهم واستهزاء . 15 - والله سبحانه يجازيهم على استهزائهم ، ويكتب عليهم الهوان الموجب للسخرية والاحتقار ، فيعاملهم بذلك معاملة المستهزئ ، ويمهلهم فى ظلمهم الفاحش الذى يجعلهم فى عمى عن الحق ، ثم يأخذهم بعذابه . 16 - وهؤلاء إذ اختاروا الضلالة بدل الهداية كانوا كالتاجر الذى يختار لتجارته البضاعة الفاسدة الكاسدة فلا يربح فى تجارته ، ويضيع رأس ماله ، وهم فى عملهم غير مهتدين .