Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 175-177)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
175 - وأولئك هم الآثمون الذين اختاروا الضلالة على الهدى فاستحقوا العذاب فى الآخرة بدل الغفران ، فكانوا كمن يشترى الباطل بالحق ، وما فيه ضلال بما فيه هداية ، وإن حالهم لتدعو إلى العجب ، إذ يصبرون على موجبات العذاب ويستطيبون ما يؤدى بهم إليه . 176 - ولقد استوجبوا ما قدر لهم من الجزاء لكفرهم بكتاب الله الذى أنزله بالحق والصدق ، ولقد اختلفوا فيه اختلافاً كبيراً ، دفع إليه حب الجدل ومجانبة الحق والانقياد للهوى ، فحرفوه وأفسدوه وفسروه بغير معانيه . 177 - لقد أكثر الناسُ الكلام فى أمر القبلة كأنها هى وحدها الخير ، وليس هذا هو الحق ، فليس استقبال جهة معينة فى المشرق أو المغرب هو قوام الدين وجماع الخير ، ولكن ملاك الخير عدة أمور بعضها من أركان العقيدة الصحيحة ، وبعضها من أمهات الفضائل والعبادات ، فالأول هو : الإيمان بالله ويوم البعث والنشور والحساب وما يتبعه يوم القيامة ، والإيمان بالملائكة وبالكتب المنزلة على الأنبياء وبالأنبياء أنفسهم . والثانى هو : بذل المال عن رغبة وطيب نفس للفقراء من الأقارب واليتامى ، ولمن اشتدت حاجتهم وفاقتهم من الناس ، وللمسافرين الذين انقطع بهم الطريق فلا يجدون ما يبلغهم مقصدهم ، وللسائلين الذين ألجأتهم الحاجة إلى السؤال ، ولغرض عتق الأرقاء وتحرير رقابهم من الرق . والثالث : المحافظة على الصلاة . والرابع : إخراج الزكاة المفروضة . والخامس : الوفاء بالعهد فى النفس والمال . والسادس : الصبر على الأذى ينزل بالنفس أو المال ، أو وقت مجاهدة العدو فى مواطن الحروب فالذين يجمعون هذه العقائد والأعمال الخيرة هم الذين صَدَقوا فى إيمانهم ، وهم الذين اتقوا الكفر والرذائل وتجنبوها .