Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 191-195)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
191 - واقتلوا أولئك الذين بدأوكم بالقتال حيث وجدتموهم ، وأخرجوكم من مكة وطنكم الذى حملوكم على الخروج منه ، ولا تتحرجوا من ذلك فقد فعلوا ما هو أشد من القتل فى المسجد الحرام إذ حاولوا فتنة المؤمنين عن دينهم بالتعذيب فى مكة حتى فروا بدينهم من وطنهم ، ولكن للمسجد الحرام حرمته فلا تنتهكوها إلا إذا انتهكوها هم بقتالكم فيه ، فإن قاتلوكم فاقتلوهم وأنتم الغالبون بفضل الله ، وكذلك جزاء الكافرين يفعل بهم ما يفعلونه بغيرهم . 192 - فإن رجعوا عن الكفر ودخلوا فى طاعة الإسلام ، فإن الإسلام يجبُّ ما قبله ، والله يغفر لهم ما سلف من كفرهم بفضل منه ورحمة . 193 - وقاتلوا هؤلاء الذين حاولوا قتلكم وصدكم عن دينكم بالإيذاء والتعذيب ، حتى تستأصل جذور الفتنة ويخلص الدين لله . فإن انتهوا عن كفرهم فقد نجوا أنفسهم وخلصوا من العقاب ، فلا ينبغى الاعتداء عليهم حينئذٍ وإنما العدوان على من ظلم نفسه وأوبقها بالمعاصى وتجاوز العدل فى القول والفعل . 194 - فإذا اعتدوا عليكم فى الشهر الحرام فلا تقعدوا عن قتالهم فيه فإنه حرام عليهم ، كما هو حرام عليكم ، وإذا انتهكوا حرمته عندكم فقابلوا ذلك بالدفاع عن أنفسكم فيه ، وفى الحرمات والمقدسات شرع القصاص والمعاملة بالمثل ، فمن اعتدى عليكم فى مقدساتكم فادفعوا هذا العدوان بمثله ، واتقوا الله فلا تسرفوا فى المجازاة والقصاص ، واعلموا أن الله ناصر المتقين . 195 - جهاد الكفار يكون ببذل النفس كما يكون ببذل المال ، فأنفقوا فى الإعداد للقتال ، واعلموا أن قتال هؤلاء فى سبيل الله ، فلا تقعدوا عنه ، وابذلوا الأموال فيه فإنكم إن تقاعدتم وبخلتم ركبكم العدو وأذلكم فكأنما ألقيتم أنفسكم بأيديكم إلى الهلاك ، فافعلوا ما يجب عليكم بإحسان وإتقان ، فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يحسنه .