Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 198-201)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
198 - ولقد كان منكم من يجد حرجاً فى مزاولة التجارة وابتغاء الرزق فى موسم الحج ، فلا حرج عليكم فى ذلك ، بل لكم أن تزاولوا التكسب بطرقه المشروعة وتبتغوا فضل الله ونعمته ، وإذا صدر الحجاج راجعين من عرفات بعد الوقوف بها ، ووصلوا المزدلفة ليلة عيد النحر فليذكروا الله عند المشعر الحرام - وهو جبل المزدلفة - بالتهليل والتلبية والتكبير ، وليمجدوه وليحمدوه على هدايته إياهم إلى الدين الحق والعبادة القويمة فى الحج وغيره ، وقد كانوا من قبل ذلك فى ضلال عن صراط الهدى والرشاد . 199 - وقد كان قوم من العرب - وهم قريش - لا يقفون مع الناس فى عرفات مع علمهم أنه موقف أبيهم إبراهيم ، وذلك ترفعاً أن يساووا غيرهم وهم أهل بيت الله وقطان حرمه ، وزعماً منهم أن ذلك تعظيم للحرم الذى لا يريدون الخروج منه إلى عرفات ، وهى من الحلال لا من الحرام ، فطالبهم الله بأن يقلعوا عن عادات الجاهلية ويقفوا بعرفات ويصدروا عنها كما يصدر جمهور الناس ، فلا فضل لأحد على الآخر فى أداء العبادة ، وعليهم أن يستغفروا الله فى هذه المواطن المباركة فذلك أدعى أن يغفر الله لهم ما فرط منهم من الذنوب والآثام ويرحمهم بفضله . 200 - وإذا فرغتم من أعمال الحج وشعائره فدعوا ما كنتم عليه فى الجاهلية من التفاخر بالآباء وذكر مآثرهم ، وليكن ذكركم وتمجيدكم لله فاذكروه كما كنتم تذكرون آباءكم ، بل اذكروه أكثر من ذكر آبائكم لأنه ولى النعمة عليكم وعلى آبائكم ، ومواطن الحج هى مواطن الدعاء وسؤال الفضل والخير والرحمة من عند الله ، وقد كان فريق من الحجاج يقصر دعاءه على عرض الدنيا وخيراتها ولا يلقى بالاً للآخرة فهذا لا نصيب له فى الآخرة . 201 - ومن الناس من وفَّقه الله فاتجه بقلبه إلى طلب خيرى الدنيا والآخرة ، ودعا الله أن يجنبه شر النار وعذابها .