Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 254-256)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
254 - يا أيها المؤمنون بالله وباليوم الآخر أنفقوا بعض ما رزقكم الله فى وجوه الخير ، وبادروا بذلك قبل أن يأتى يوم القيامة الذى يكون كله للخير ولا توجد فيه أسباب النزاع ، لا تستطيعون فيه تدارك ما فاتكم فى الدنيا ، ولا ينفع فيه بيع ولا صداقة ولا شفاعة أحد من الناس دون الله ، والكافرون هم الذين يظهر ظلمهم فى ذلك اليوم ، إذ لم يستجيبوا لدعوة الحق . 255 - الله هو الذى يستحق أن يُعبد دون سواه ، وهو الباقى القائم على شئون خلقه دائماً ، الذى لا يغفل أبداً ، فلا يصيبه فتور ولا نوم ولا ما يشبه ذلك لأنه لا يتصف بالنقص فى شئ ، وهو المختص بملك السموات والأرض لا يشاركه فى ذلك أحد ، وبهذا لا يستطيع أى مخلوق كان أن يشفع لأحد إلا بإذن الله ، وهو - سبحانه وتعالى - محيط بكل شئ عالم بما كان وما سيكون ، ولا يستطيع أحد أن يدرك شيئاً من علم الله إلا ما أراد أن يعلم به من يرتضيه ، وسلطانه واسع يشمل السموات والأرض ، ولا يصعب عليه تدبير ذلك لأنه المتعالى عن النقص والعجز ، العظيم بجلاله وسلطانه . 256 - لا إجبار لأحد على الدخول فى الدين ، وقد وضح بالآيات الباهرة طريق الحق ، وطريق الضلال ، فمن اهتدى إلى الإيمان وكفر بكل ما يطغى على العقل ، ويصرفه عن الحق ، فقد استمسك بأوثق سبب يمنعه من التردى فى الضلال ، كمن تمسك بعروة متينة محكمة الرباط تمنعه من التردى فى هوة ، والله سميع لما تقولون ، عليم بما تفعلون ومجازيكم على أفعالكم .