Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 154-156)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

154 - ثم أسبغ الله عليكم من بعد الغم نعمة أمن ، وكان مظهرها نعاساً يغشى فريق الصادقين فى إيمانهم وتفويضهم لله ، أما الطائفة الأخرى فقد كان همهم أنفسهم لا يعنون إلا بها ، ولذلك ظنوا بالله الظنون الباطلة كظن الجاهلية ، يقولون مستنكرين : هل كان لنا من أمر النصر الذى وعدنا به شئ ؟ قل - أيها النبى : - الأمر كله فى النصر والهزيمة لله ، يصرف الأمر فى عباده إن اتخذوا أسباب النصر ، أو وقعوا فى أسباب الهزيمة . وهم إذ يقولون ذلك يخفون فى أنفسهم أمراً لا يبدونه . إذ يقولون فى أنفسهم : لو كان لنا اختيار لم نخرج فلم نغلب . قل لهم : لو كنتم فى منازلكم وفيكم من كتب عليهم القتل لخرجوا إلى مصارعهم فقتلوا . وقد فعل الله ما فعل فى أُحد لمصالح جمة ، ليختبر ما فى سرائركم من الإخلاص وليطهر قلوبكم ، والله يعلم ما فى قلوبكم من الخفايا علماً بليغاً . 155 - إن الذين انصرفوا منكم عن الثبات فى أماكنهم - يا معشر المسلمين - يوم التقى جمعكم وجمع الكفار للقتال بأُحد ، إنما جرَّهم الشيطان إلى الزلل والخطأ بسبب ما ارتكبوا من مخالفة الرسول ، ولقد تجاوز الله عنهم لأنه كثير المغفرة واسع الحلم . 156 - يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا فى شأن إخوانهم - إذا أبعدوا فى الأرض لطلب العيش فماتوا أو كانوا غزاة فقتلوا - : لو كانوا مقيمين عندنا ما ماتوا وما قتلوا ، فقد جعل الله ذلك القول والظن حسرة فى قلوبهم ، والله هو الذى يحيى ويميت ، وبيده مقادير كل شئ ، وهو مطلع على ما تعملون من خير أو شر ، ومجازيكم عليه .