Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 16-20)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

16 - ينال هذا الجزاء أولئك الذين ملأ الإيمان قلوبهم وأعلنوا ذلك بألسنتهم فقالوا - ضارعين إلى الله - : ربنا إننا آمنا استجابة لدعوتك فاعف عن ذنوبنا ، واحفظنا من عذاب النار . 17 - وهم الذين يتحملون المشقة فى سبيل الطاعة وتجنب المعصية واحتمال المكروه ، ويصدقون فى أقوالهم وأفعالهم ونياتهم ، المداومون على الطاعة فى خشوع وضراعة ، الباذلون ما يستطيعون من مال وجاه وغيره فى وجوه التأمل والتفكير فى عظمة الخالق . 18 - شهد الله أنه المتفرد بالألوهية وبيَّن ذلك - بما بث فى الكون من دلائل وآيات لا ينكرها ذو عقل - وأنه واحد لا شريك له ، قائم على شئون خلقه بالعدل ، وأقرَّت بذلك ملائكته الأطهار ، وَعَلِمَهُ أهل العلم موقنين به ، وأنه - جل شأنه - المتفرد بالألوهية الذى لا يغلبه أحد على أمره ، وشملت حكمته كل شئ . 19 - إن الدين الحق المرضى عند الله هو الإسلام ، فهو التوحيد والخضوع لله فى إخلاص ، وقد اختلف كل من اليهود والنصارى فى هذا الدين فحرَّفوا وبدَّلوا ولم يكن اختلافهم عن شبهة أو جهل إذ جاءهم العلم ، بل كان للتحاسد والتطاول ، ومن يجحد بآيات الله فلينتظر حساب الله السريع . 20 - فإن جادلك هؤلاء فى هذا الدين بعد أن أقمت لهم الحُجج ، فلا تجارهم فى الجدل ، وقل : أخلصت عبادتى لله - وحده - أنا ومن اتبعنى من المؤمنين ، وقل لليهود والنصارى ومشركى العرب : قد بانت لكم الدلائل فأسلموا ، فإن أسلموا فقد عرفوا طريق الهدى واتبعوه ، وإن أعرضوا فلا تبعة عليك فى إعراضهم ، فليس عليك إلا أن تبلغهم رسالة الله ، والله مطلع على عباده لا يخفى عليه شئ من أحوالهم وأعمالهم .