Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 4-7)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
4 - أنزلهما قبل القرآن لهداية الناس ، فلمَّا انحرفوا أنزل القرآن فارقاً بين الحق والباطل ، ومبيِّناً الرشد من الغى ، فهو الكتاب الصادق الدائم ، وكل من ترك ما أنزله الله فيه وكفر بآياته فله عذاب شديد ، والله قادر لا يغلبه شئ ، منتقم ممن يستحق الانتقام . 5 - إن الله عليم بكل شئ ، فهو لا يخفى عليه شئ فى الأرض ولا فى السماء ، صغيراً كان أو كبيراً ، ظاهراً أو باطناً . 6 - وهو الذى يصوركم وأنتم أجنة فى الأرحام بصور مختلفة حسبما يريد ، لا إله إلا هو العزيز فى ملكه ، الحكيم فى صنعه . 7 - وهو الذى أنزل عليك القرآن ، وكان من حكمته أن جعل منه آيات محكمات محددة المعنى بيِّنة المقاصد ، هى الأصل وإليها المرجع ، وأخر متشابهات يدق معناها على أذهان كثير من الناس ، وتشبته على غير الراسخين فى العلم ، وقد نزلت هذه المتشابهات لتبعث العلماء على العلم والنظر ودقة الفكر فى الاجتهاد ، وفى البحث فى الدين ، وشأن الزائغين عن الحق أن يتتبعوا ما تشابه من القرآن رغبة فى إثارة الفتنة ، ويؤوِّلوها حسب أهوائهم . وهذه الآيات لا يعلم تأويلها الحق إلا الله والذين تثبتوا فى العلم وتمكنوا منه ، وأولئك المتمكنون منه يقولون : إنا نوقن بأن ذلك من عند الله ، لا نفرق فى الإيمان بالقرآن بين محكمه ومتشابهه ، وما يعقل ذلك إلا أصحاب العقول السليمة التى لا تخضع للهوى والشهوة .