Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 119-122)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
119 - وإن قَسَمَه أن يضل الذين استهواهم بإبعادهم عن الحق ويثير أهواءهم وشهواتهم ، ويجعلهم يتيهون فى أوهام وأمانٍ كاذبة يتمنونها ، وإذا صاروا بهذه الأهواء وتلك الأمانى تحت سلطانه ، دفعهم إلى أمور غير معقولة ، وحملهم على أن يظنوها عبادة وهى أوهام كاذبة ، فوسوس لهم بأن يقطعوا آذان بعض الإبل ويُغَيِّروا خلق الله فيها ، وإن ما قطع أذنه لا يذبح ولا يعمل ولا يمنع من مرعى ، وكل ذلك بأوامره ، ثم يوسوس لهم بأنه دين ، وأنهم بهذا يتبعونه ، ويتخذونه نصيراً متبعاً من دون الله ، ومن يتخذه نصيراً متبعاً يخسر خسراناً واضحاً ، لأنه يضل عن الحقائق ويهمل عقله ، ويناله الفساد فى الدنيا والعذاب فى الآخرة . 120 - يزين الشيطان لهم الشر ، ويعدهم النفع إذا فعلوه ، ويلقى فى نفوسهم بأمانٍ يتمنونها ، وليس وعده وتزيينه إلا تغريراً . 121 - وإن أولئك الذين ألغوا عقولهم واتبعوا وساوس الشيطان فى نفوسهم ، مصيرهم إلى جهنم ولا يجدون منها خلاصاً . 122 - هذا مصير أتباع الشيطان ، أما مصير أتباع الله فالخير ، وهم الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة ، ولم يسيروا وراء أوهام كاذبة ، فإن الله - تعالى - سيدخلهم يوم القيامة جنات فيها أنهار تجرى تحت ظلالها ، وهى أكبر من أعظم جنات الدنيا ، وإن ذلك مؤكد ، لأنه وعد الله ، ووعد الله لا يكون إلا حقاً ، لا غرور فيه ، إذ هو مالك كل شئ ، ولا يتصور أن يكون أحدٌ فى الوجود أصدق من الله وعداً وقولا .