Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 116-120)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

116 - وإذا كان سبحانه هو الحكم العدل الذى يُرْجَعُ إلى كتبه فى طلب الحق ومعرفته ، فلا تتبع - أيها النبى - أنت ومن معك أحداً يخالف قوله الحق ، ولو كانوا عدداً كثيراً . فإنك إن تتبع أكثر الناس الذين لا يعتمدون على شرع مُنزل يبعدوك عن طريق الحق المستقيم وهو طريق الله تعالى ، لأنهم لا يسيرون إلا وراء الظنون والأوهام ، وإن هم إلا يقولون عن تخمين لا يُبنى على برهان . 117 - وإن ربك هو العليم علماً ليس مثله علم بالذين بعدوا عن طريق الحق ، والذين اهتدوا إليه وصارت الهداية وصفاً لهم . 118 - وإذا كان الله تعالى هو الذى يعلم المهتدين والضالين ، فلا تلتفتوا إلى ضلال المشركين فيتحريم بعض الأنعام ، وكلوا منها ، فقد رزقكم الله تعالى إياها ، وجعلها حلالا وطيبة لا ضرر فى أكلها ، واذكروا اسم الله تعالى عليها عند ذبحها ، ما دمتم مؤمنين به ، مذعنين لأدلته . 119 - وإنه لا يوجد أى مبرر أو دليل يمنعكم أن تأكلوا مما يذكر اسم الله تعالى عليه عند ذبحه من الأنعام ، وقد بين سبحانه وتعالى المحرَّم فى غير حال الاضطرار ، كالميتة والدم . وإن الكثيرين من الناس يبعدون عن الحق بمحض أهوائهم ، من غير علم أوتوه ، أو برهان قام عندهم ، كأولئك العرب الذين حرَّموا بعض النعم عليهم . ولستم معتدين فى أكلكم ما وَلدَ ، بل هم المعتدون بتحريم الحلال ، والله - وحده - هو العليم علماً ليس مثله علم بالمعتدين حقاً . 120 - ليست التقوى فى تحريم ما أحل الله ، إنما التقوى فى ترك الإثم ظاهره وباطنه ، فاتركوا الآثام فى أعمالكم ظاهرها وخفيها ، وإن الذين يكسبون الإثم سيجزون مقدار ما اقترفوا من سيئات .