Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 139-142)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

139 - ومن أوهام هؤلاء المشركين أنهم يقولون : ما فى بطون الأنعام التى جعلوها ممنوعة لا تذبح ولا تركب ، ما فى بطونها من أجِنَّة خالص للذكور من الرجال ، ويُحْرَم منه النساء ، ومع ذلك إذا نزل ميتاً فهم شركاء فيه ، يأكلون منه ، سيجزيهم الله تعالى على كذبهم الذى وصفوا به فعلهم ، إذ ادَّعَوْا أن هذا التحريم من عند الله تعالى ، وإن الله عليم بكل شئ ، حكيمٌ ، كل أفعاله على مقتضى الحكمة وهو يجزى الآثمين بإثمهم . 140 - وقد خسر أولئك الذين قتلوا أولادهم حمقا ووهما ، غير عالمين مغبّة عملهم ودَاعِيه ، وحرَّموا على أنفسهم ما رزقهم الله من زرع وحيوان ، مفترين على الله بادعاء أنه هو الذى حرم ، وقد بعدوا عن الحق بسبب ذلك ، وما كانوا بسبب هذا الافتراء ممن يتصفون بالهداية . 141 - الله - وحده - هو الذى خلق حدائق من الكرم ، منها ما يغرس ويرفع على دعائم ، ومنها ما لا يقوم على دعائم وخلق النخل والزرع الذى يخرج ثمراً مختلفاً فى اللون والطعم والشكل والرائحة وغير ذلك ، وخلق الزيتون والرمان متشابهاً فى بعض الصفات وغير متشابه فى بعضها الآخر ، مع أن التربة قد تكون واحدة وتسقى جميعها بماء واحد . فكلوا من ثمرها إذا طاب لكم ، وأخرجوا منها الصدقة عند نضجها وجمعها ، ولا تسرفوا فى الأكل فتضروا أنفسكم وتضروا الفقراء فى حقهم ، إن الله لا يرضى عن المسرفين فى تصرفاتهم وأعمالهم . 142 - وخلق الله من الأنعام - وهى الإبل والبقر والماعز - ما يحمل أثقالكم ، وما تتخذون من أصوافها وأوبارها وأشعارها فراشا ، وهى رزق الله لكم ، فكلوا ما أحل الله منها ولا تتبعوا الشيطان وأولياءه فى افتراء التحليل والتحريم ، كما كان يفعل أهل الجاهلية . إن الشيطان لا يريد لكم الخير ، لأنه عدو ظاهر العداوة .