Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 123-127)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

123 - فهال هذا الأمر فرعون ، وأثار حميته فقال : هل آمنتم وصدقتم برب موسى وهارون قبل أن آذن لكم ؟ إن هذا الصنيع الذى صنعتموه أنتم وموسى وهارون كان بالاتفاق ، وليس إلا مكراً مكرتموه فى المدينة ( مصر ) لأجل أن تخرجوا منها أهلها بمكركم ، فسوف ترون ما يحل بكم من العذاب جزاء اتباعكم موسى وهارون ، وعقاباً على هذا المكر والخداع . 124 - وأقسم لأُنكِّلنَّ بكم ، وأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ، فأقطع اليد من جانب والرجل من جانب آخر ، ثم لأصلِّبنَّ كل واحد منكم وهو على هذه الحالة المشوهة ، لتكونوا عبرة لمن تحدثه نفسه بالكيد لنا أو بالخروج على سلطاننا . 125 - فلم يأبهوا لقوله وتهديداته ، لتمكن الإيمان من شغاف قلوبهم ، فقالوا له : إنا إلى ربنا راجعون ، فنتقلب فى رحمته ونعيم جزائه . 126 - وما تُنكر منا وتُعَاقِبنا عليه إلا أن صدقنا موسى ، وأذعنا لآيات ربنا الواضحة الدالة على الحق لما جاءتنا . ثم توجهوا إلى الله ضارعين إليه قائلين : يا ربنا أفض علينا صبراً عظيماً نقوى معه على احتمال الشدائد ، وتوفنا على الإسلام غير مفتونين من وعيد فرعون . 127 - وبعد أن شاهد فرعون وقومه ما شاهدوا - من ظهور أمر موسى وقوة غلبته وإيمان السحرة به - قال الكبراء من قومه : أنترك موسى وقومه أحرارا آمنين ، ليكون مآلهم أن يفسدوا قومك عليك فى أرض مصر بإدخالهم فى دينهم ، ويتركك مع آلهتك فى غير مبالاة ، فيظهر للمصريين عجزك وعجزهم ؟ قال فرعون مجيبا لهم : سنقتل أبناء قومه تقتيلا ما تناسلوا ، ونستبقى نساءهم أحياء ، حتى لا يكون لهم قوة كما فعلنا من قبل ، وإنا مستعلون عليهم بالغلبة والسلطان قاهرون لهم .