Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 132-136)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
132 - ولهذه الفكرة السيئة عندهم أصروا على الجحود ، وقالوا عند رؤيتهم لآيات موسى : إنك مهما جئتنا بكل نوع من أنواع الآيات التى تستدل بها على حقيقة دعوتك - لأجل أن تصرفنا بها عما نحن عليه من ديننا ومن استعباد قومك - فما نحن لك بمصدقين ولا مذعنين . 133 - فأنزل اللَّه عليهم مزيدا من المصائب والنكبات : بالطوفان الذى يغشى أماكنهم ، وبالجراد الذى يأكل ما بقى من نبات أو شجر ، وبالقمل وهو حشرة تفسد الثمار وتقضى على الحيوان والنبات ، وبالضفادع التى تنتشر فتنغص عليهم حياتهم وتذهب بصفائها ، وبالدم الذى يسبب الأمراض الكثيرة كالنزيف من أى جسم ، والدم الذى ينحبس فيسبب ضغطا أو ينفجر فيسبب شللا ، ويشمل البول الدموى بسبب البلهارسيا ونحوها ، أو الذى تحول إليه ماؤهم الذى يستخدمونه فى حاجات معاشهم ، أصابهم اللَّه بهذه الآيات المميزات الواضحات فلم يتأثروا بها ، وجمدت قرائحهم وفسد ضميرهم ، فعتوا عن الإيمان والرجوع إلى الحق من حيث هو حق ، وكانوا قوما موغلين فى الإجرام كما هو شأنهم . 134 - ولفرط تقلبهم حسب الدواعى ، كانوا كلما وقع عليه نوع من العذاب قالوا لشدة تأثيره فيهم وتألمهم به : يا موسى ، سل ربك لنا بالذى عهد به إليك أن تدعوه به فيعطيك الآيات ويستجيب لك الدعاء ، أن تكشف عنا هذا العذاب ، ونحن نقسم لك لئن أزلته عنا لنخضعن ، ولنطلقنَّ معك بنى إسرائيل كما أردت . 135 - فلما كشفنا عنهم العذاب مرة بعد أخرى إلى وقت هم منتهون إليه فى كل مرة ، إذا هم ينقضون عهدهم ويحنثون فى قسمهم ، ويعودون إلى ما كانوا عليه ، ولم تُجْد فيهم هذه المحن الزاجرة . 136 - فأنزلنا عليهم نقمتنا ، فأغرقناهم فى البحر بسبب استمرارهم على التكذيب بآياتنا ، وتمام غفلتهم عما تقتضيه هذه الآيات من الإيمان والإذعان .