Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 2-6)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

2 - إن المؤمنين حقاً وصدقاً يستشعرون دائماً خوف الله وطاعته ، فإذا ذُكر سبحانه فزعت قلوبهم ، وامتلأت هيبة ، ولذا كلما قرئت عليهم آيات من القرآن ازداد إيمانهم رسوخاً ، وازدادوا إذعاناً وعلماً ، ولا يعتمدون إلا على الله الذى خلقهم ويحميهم وينميهم . 3 - وأولئك المؤمنون الصادقون فى الإيمان ، يؤدون الصلاة مستوفية الأركان ، كاملة الخشوع والخضوع ، ليكونوا على تذكر الله دائماً ، وينفقون مقادير من المال الذى رزقهم الله - سبحانه وتعالى - فى الجهاد والبر ومعاونة الضعفاء . 4 - إن هؤلاء المتصفين بتلك الصفات ، هم الذين يوصفون بالإيمان حقاً وصدقاً ، ولهم جزاؤهم درجات عالية عند الله ، وهو الذى يمنحهم رضاه ، ويغفر لهم هفواتهم ويرزقهم رزقاً طيباً فى الدنيا ، ونعيماً دائماً فى الآخرة . 5 - وإن النصر بيد الله ، ومقاليد الأمور إليه ، وإنَّ حال المؤمنين فى خلافهم حول الغنائم كحالهم عندما أمرك الله بالخروج لقتال المشركين ببدر ، وهو حق ثابت ، فإن فريقاً من أولئك المؤمنين كانوا كارهين للقتال مؤكدين كراهيتهم . 6 - يناظرك أولئك الفريق ، ويحاولون أن ينصروا قولهم فى الأمر الحق ، وهو الخروج للجهاد ، إذ كانوا مع إخوانهم الذين خرجوا لمصادرة أموال قريش الذاهبة إلى الشام ، فلم يدركوها ، فآثر هذا الفريق العودة من بعد ما تبين أنهم منصورون ، لإعلام النبى لهم ، ولذعر المشركين منهم ، ولشدة كراهيتهم للقتال وعدم أمنهم من عواقبه ، وكانوا فى ذهابهم إليه كالذى يساق إلى الموت ، وهو ينظر أسبابه ويعاينها .