Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 41-43)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

41 - واعلموا - أيها المسلمون - أن ما ظفرتم به من مال الكفار فحكمه : أن يقسم خمسة أخماس ، خُمس منها لله وللرسول ولقرابة النبى واليتامى : وهم أطفال المسلمين الذين مات آباؤهم وهم فقراء ، والمساكين ، وهم ذوو الحاجة من المسلمين ، وابن السبيل : وهو المنقطع فى سفره المباح . والمخصص من خُمس الغنيمة لله وللرسول يرصد للمصالح العامة التى يقررها الرسول فى حياته ، والإمام بعد وفاته ، وباقى الخُمس يصرف للمذكورين . أما الأخماس الأربعة الباقية من الغنيمة - وسكتت عنها الآية - فهى للمقاتلين ، فاعلموا ذلك ، واعملوا به إن كنتم آمنتم بالله حقاً ، وآمنتم بما أنزل على عبدنا محمد من آيات التثبيت والمدد ، يوم الفرقان الذى فرَّقنا فيه بين الكفر والإيمان ، وهو اليوم الذى التقى فيه جمعكم وجمع الكافرين ببدر ، والله عظيم القدرة على كل شئ ، وقد نصر المؤمنين مع قلتهم ، وخذل الكافرين مع كثرتهم . 42 - واذكروا حين كنتم فى الوادى بأقرب الجانبين من المدينة ، وهم بأبعد الجانبين ، وركْب التجارة الذى تطلبونه أقرب إليكم مما يلى البحر ، ولو تواعدتم أنتم على التلاقى للقتال لما اتفقتم عليه ، ولكن الله دبر تلاقيكم على غير موعد ولا رغبة منهم . لينفذ أمراً كان ثابتاً فى علمه أنه واقع لا محالة ، وهو القتال المؤدى إلى نصركم وهزيمتهم ، لتنقطع الشبهات ، فيهلك الهالكون عن حُجة بينة بالمشاهدة : وهى هزيمة الكثرة الكافرة ، ويحيا المؤمنون عن حجة بينة : وهى نصر الله للقلة المؤمنة . إن الله لسميع عليم لا يخفى عليه شئ من أقوال الفريقين ولا نياتهم . 43 - واذكر - أيها الرسول - حين تفضل الله عليك ، فصور لك فى منامك جيش الأعداء فى قلة ليطمئنكم على أنكم ستغلبونهم ، فتثبتوا أمام جمعهم ولو ترككم ترونهم كثيراً دون أن يثبتكم بهذه الرؤيا لهبتموهم ، ولترددتم فى قتالهم ، ولعجزتم ، وكان التنازع فى الإقدام وعدمه ، ولكن الله سلم من ذلك ونجَّى من عواقبه ، إنه عليم بما فى القلوب التى فى الصدور .