Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 40-44)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : ومنهم من يؤمن به : أي من أهل مكة المكذبين بالقرآن من يؤمن به مستقبلاً . وربك أعلم بالمفسدين : وهم دعاة الضلالة الذين يفسدون العقول والقلوب والجملة تهديد لهم . وإن كذبوك : أي استمروا على تكذبيك . ومنهم من يستمعون إليك : أي إذ قرأت القرآن . ومنهم من ينظر إليك : أي يبصر ويشاهد آيات النبوة وأعلام صدقك ، ولا يهتدي إلى معرفة أنك رسول الله لأن الله تعالى حرمه ذلك . معنى الآيات : ما زال السياق في تقرير نبوة النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى في خطاب رسوله ليُسلِّيه ويصبِّره على عدم إيمان قومه مع ظهور الأدلة وقوة البراهين { وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ } أي بالقرآن وبالنبي أيضاً إذْ الإِيمان بواحد يستلزم الإِيمان بالثاني ، { وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ } ، وهذا إخبار غيب فتم كما أخبر تعالى فقد آمن من المشركين عدد كبير ولم يؤمن عدد آخر . وقوله { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِٱلْمُفْسِدِينَ } أي الذين لا يؤمنون وفي الجملة تهديد لأولئك الذين يصرفون الناس ويصدونهم عن الإِيمان والتوحيد . وقوله تعالى : { وَإِن كَذَّبُوكَ } أي استمروا في تكذيبهم لك فلا تحفل بهم وقل { لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيۤئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } فإذا كان هناك عقاب دنيوي فإنك تسلم منه ويهلكون هم به . وقوله تعالى في الآية [ 42 ] { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } إلى قراءتك القرآن وإلى قولك إذا قلت داعياً أو آمراً أو ناهياً ، ومع هذا فلا يفهم ولا ينتفع بما يسمع ، ولا لوم عليك في ذلك لأنك لا تسمع الصم ، وهؤلاء صم لا يسمعون ، ومنهم من ينظر إليك بأعين مفتحة ويرى علامات النبوة وآيات الرسالة ظاهرةً فى حالك ومقالك ومع هذا لا يهتدي ولا لوم عليك فإنك لا تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون . وقوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئاً وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بيان لسنة الله تعالى في أولئك الذين يسمعون ولا ينتفعون بسماعهم ، ويبصرون ولا ينتفعون بما يبصرون ، وهي أن من توغل في البغض والكراهية لشيء يصبح غير قادر على الانتفاع بما يسمع منه ولا بما يبصر فيه . ولذا قيل حبك الشيء يُعمي ويُصم . والبغض كذلك كما أن الاسترسال في الشر والفساد مدة من الزمن يحرم صاحبه التوبة إلى الخير والصلاح ، ومن هنا قال تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئاً وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - إخبار القرآن بالغيب وصدقه في ذلك . 2 - تقرير معنى آية { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } [ الحج : 46 ] . 3 - تعليم رسول الله طريق الحِجاج والرد على الخصوم المشركين . 4 - انتفاء الظلم عن الله تعالى ، وإثباته للإِنسان لنفسه .