Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 65-67)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : لا يحزنك : أي لا يجعلك قولهم تحزن . إن العزة لله : العزة الغلبة والقهر . شركاء : أي شركاء بحق يملكون مع الله لعابديهم خيراً أو يدفعون عنهم ضراً . إلا الظن : الظن أضعف الشك . يخرصون : أي يحزرون ويكذبون . لتسكنوا فيه : أي تخلدوا فيه إلى الراحة والسكون عن الحركة . مبصراً : أي مضيئاً ترى فيه الأشياء كلها . في ذلك : أي من جَعْلِهِ تعالى الليل سكناً والنهار مبصراً لآيات . يسمعون : أي سماع إجابة وقبول . معنى الآيات : ما زال السياق في تقرير قضايا التوحيد الثلاث التوحيد والنبوة والبعث قال تعالى مخاطباً رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } أي لا يجعلك قول المشركين المفترين { لَسْتَ مُرْسَلاً } [ الرعد : 43 ] وأنك { لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ } [ الصافات : 36 ] تحزن فإن قولهم هذا لا ينتج لهم إلا سوء العاقبة والهزيمة المحتمة ، { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً } فربك القوي القادر سيهزمهم وينصرك عليهم . إذاً فاصبر على ما يقولون ولا تأس ولا تحزن . إنه تعالى هو السميع لأقوال عباده العليم بأعمالهم وأحوالهم ولا يخفى عليه شيء من أمرهم . { أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ } خلقاً وملكاً وتصرفاً ، كل شيء في قبضته وتحت سلطانه وقهره فكيف تبالي بهم يا رسولنا فتحزن لأقوالهم { وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ } أي آلهة حقاً بحيث تستحق العبادة لكونها تملك نفعاً أو ضراً ، موتاً أو حياة لا بل ما هم في عبادتها متبعين إلا الظن { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } أي يتقولون ويكذبون ، وقوله تعالى { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } أي الإِله الحق الذي يجب أن يدعى ويعبد الله الذي جعل لكم أيها الناس ليلاً مظلماً لتسكنوا فيه فتستريحوا من عناء العمل في النهار . وجعل لكم النهار مبصراً أي مضيئاً لتتمكنوا من العمل فيه فتوفروا لأنفسكم ما تحتاجون إليه في حياتكم من غذاء وكساء . وليست تلك الآلهة من أصنام وأوثان بالتي تستحق الألوهية فتُدْعى وتُعبد . وقوله { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } أي إن فيما ذكر تعالى من كماله وعزته وقدرته وتدبيره لأمور خلقه آيات علامات واضحة على أنه لا إله إلا هو ولا رب غيره ، ولكن يرى تلك الآيات من يسمع سماع قبول واستجابة لا من يسمع الصوت ولا يفكر فيه ولا يتدبر معانيه فإن مثله أعمى لا يبصر وأصم لا يسمع . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - على المؤمن الداعي إلى الله تعالى أن لا يحزنه أقوال أهل الباطل وأكاذيبهم حتى لا ينقطع عن دعوته ، وليعلم أن العزة لله جميعاً وسوف يعزه بها ، ويذل أعداءه . 2 - ما يُعبد من دون الله لم يقم عليه عابدوه أي دليل ولا يملكون له حجة وإنما هم مقلدون يتبعون الظنون والأوهام . 3 - مظاهر قدرة الله تعالى في الخلق والتدبير كافية في إثبات العبادة له ونفيها عما سواه .