Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 50-52)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : وإلى عاد أخاهم هودا : أي وأرسلنا إلى قبيلة عاد أخاهم في النسب لا في الدين أخاهم هوداً . وهود من قبيلة عاد وعاد من ولد سام بن نوح عليه السلام . اعبدوا الله : أي اعبدوه وحده ولا تعبدوا معه غيره . ما لكم من إله غيره : أي ليس لكم معبود بحق يستحق عبادتكم غيره . إن أنتم إلا مفترون : أي ما أنتم في تأليه غير الله من الأوثان إلا كاذبون . لا أسألكم عليه أجرا : أي لا أطلب منك أجراً على إبلاغي دعوة التوحيد إليكم . فطرني : أي خلقني . مدرارا : أي كثيرة الدرور للمطر النازل منها . ولا تتولوا مجرمين : أي ولا تعرضوا عن دعوة التوحيد مجرمين على أنفسكم بالشرك بالله . معنى الآيات : هنا شروع في قصة هود مع قومه عاد بعد قصة نوح عليه السلام ومغزى القصة تقرير توحيد الله ونبوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً } أي وأرسلنا إلى قبيلة عاد أخاهم هوداً وهو أخوهم في النسب وأول من تكلم بالعربية فهو أحد أربعة أنبياء من العرب وهم هود ، وصالح ، وشعيب ، ومحمد صلى الله عليه وسلم . وقوله { قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } أي قال هود لقومه بعد أن أرسله الله إليهم يا قوم اعبدوا الله أي وحدوه في عبادته فلا تعبدوا معه غيره فإِنه ما لكم من إله غير الله سبحانه وتعالى . وقوله { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ } أي ما أنتم في عبادة غير الله من الأصنام والأوثان إلاّ كاذبون ، إذ لم يأمركم الله تعالى ربكم بعبادتها ، وإنما كذبتم عليه في ذلك . وقوله { يٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } يريد لا أسألكم على دعوتي إياكم إلى توحيد ربكم لتكملوا بعبادته وتسعدوا أجراً أي مالاً { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيۤ } أي ما أجري إلا على الله الذي خلقني . وقوله { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي أفلا تعقلون أنّي لو كنت أبغي بدعوتي إلى التوحيد أجراً لطلبت ذلك منكم ، غير أني لم أطلب من غير ربي أجراً فبان بذلك صدقي في دعوتكم ونصحي لكم . وقوله تعالى عن قيل هود { وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } يخبر تعالى أن هوداً نادى قومه فقال يا قوم استغفروا ربكم أي آمنوا به واطلبوا منه المغفرة لذنوبكم ، ثم توبوا إليه أي ارجعوا إلى عبادته وحده بما شرع لكم على لسان نبيكم ، واتركوا عبادة غيره يكافئكم بأن يرسل السماء عليكم مدرارا أي بالأمطار المتتالية بعد الذي أصابكم من الجفاف والقحط والجدب ، ويزدكم قوة روحية إلى قوتكم المادية ، وقوله { وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ } ينهاهم ناصحاً لهم أن يرفضوا نصيحته ويرجعوا إلى عبادة الأوثان فيُجْرِمُوا على أنفسهم بإِفسادها بأوضار الشرك والعصيان . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - دعوة الرسل من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم واحدة هي : أن يُعبَدَ الله وحده . 2 - تقرير مبدأ لا إله إلا الله . 3 - المشركون والمبتدعون الكل مفترون على الله كاذبون حيث عبدوه بما لم يشرع لهم . 4 - وجوب الإِخلاص في الدعوة . 5 - فضل الاستغفار ووجوب التوبة . 6 - تقديم الاستغفار على التوبة مشعر بأن العبد إذا لم يعترف أولا بذنبه لا يمكنه أن يتوب منه .