Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 64-68)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : آية : أي علامة على صدقي فيما جئتكم به من أنه لا إله إلا الله . فذروها تأكل في أرض الله : أي اتركوها ترعى في المراعي غير المحميّة لآحد . بسوء : أي كضربها أو قتلها ، أو منعها من الماء الذي تشرب منه . فعقروها : أي قتلوها بالعقر الذي هو قطع قوائمها بالسيف . تمتعوا في دياركم : أي ابقوا في دياركم تأكلون وتشربون وتتمتعون في الحياة ثلاثة أيام . وعد غير مكذوب : أي صادق لم أكذبكم فيه ولم يكذبني ربي الذي وعدكم به . في ديارهم جاثمين : أي ساقطين على ركبهم ووجوههم . كأن لم يغنوا فيها : أي كأن لم يكونوا بها أمس ولم تعمر بهم يوما . معنى الآيات : ما زال السياق في الحديث عن صالح وقومه . إنه لما دعاهم صالح إلى توحيد الله تعالى كذبوه وطالبوه بما يدل على صدق مَا دَعَا إليهِ فأجابهم صالح بما أخبر تعالى به في هذه الآية { وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً } وذلك أنهم سألوا أن يخرج لهم ناقة من جبل أشاروا إليه فدعا صالح ربّه فاستجاب الله تعالى له وتمخض الجبل عن ناقة عشراء هي عجب في خلقتها وكمالها فقال عندئذ { هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ } أضافها إلى الهل لأنها كانت بقدرته ومشيئته { لَكُمْ آيَةً } أي علامة لكم على صدق ما دعوتكم إليه من عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان ، فذروها تأكل في أرض الله أي خلّوها تأكل من نبات الأرض من المراعي العامة التي ليست لأحد ، ولا تمسوها بسوء كعقرها أو ذبحها وقتلها فيأخذكم عذاب قريب قد لا يتأخر أكثر من ثلاثة أيام ، فكذبوه فعقروها فلما رأى ذلك قال لهم بأمر الله { تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } أي عِيشوا فيها . { ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } أي ذلك الوعد وعد صادق غير مكذوب فيه . هذا ما دلت عليه الآيتان [ 64 - 65 ] وقال تعالى : { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } أي لما اكتملت المدة التي حُددت لهم وجاء أمر الله بعذابهم نجى الله تعالى رسوله صالحاً والمؤمنين برحمة منه أي بلطف ونعمة منه عز وجل وقوله { وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ } أي ونجاهم من ذل ذلك اليوم وعذابه ، وقوله { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ } أي إن ربك يا محمد صلى الله عليه وسلم قوي إذا بطش عزيز غالب لا يُغلب على أمر يريده . هذا ما دلت عليه الآية الثالثة [ 66 ] وأما الآيتان بعد فقد أخبر تعالى فيهما عن هلاك ثمود بقوله { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } أي إنّ الذين أشركوا بربهم وكذبوا بآياته أخذتهم الصيحة فانخلعت لها قلوبهم فهلكوا وأصبحوا في ديارهم جاثمين على ركبهم كأن لم يغنوا بديارهم ولم يعمروها قال تعالى { أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ } أي هلاكاً لثمود ، وبهذا التنديد والوعيد بعد الهلاك والعذاب المخزي انتهت قصة صالح مع قومه ثمود الذين آثروا الكفر على الإِيمان والشرك على التوحيد . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - إعطاء الله تعالى الآيات للمطالبين بها لا يستلزم الإِيمان بها . 2 - آية صالح عليه السلام من أعظم الآيات ولم يؤمن عليها قومه . 3 - إقامة ثلاثة أيام لا يعد صاحبها مقيما وعليه أن يقصر الصلاة . 4 - شؤم الظلم وسوء عاقبة أهله .