Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 77-80)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : سيء بهم : أي حصل له غم وهم بمجيئهم إليه . وضاق بهم ذرعا : أي عجزت طاقته عن تحمل الأمر . يوم عصيب : أي شديد لا يحتمل . يهرعون إليه : أي مدفوعين بدافع الشهوة يمشون مسرعين في غير اتزان . السيئات : أي كبائر الذنوب بإِتيان الذكور . ولا تخزون في ضيفي : أي لا تذلوني ولا تهينوني بالتعرض لضيفي . رجل رشيد : أي ذو رشد وعقل ومعرفة بالأمور وعواقبها . أو آوي إلى ركن شديد : أي إلى عشيرة قوية تمنعني منكم . ولم تكن له عشيرة لأنه من غير ديارهم . معنى الآيات : هذه فاتحة حديث لوط عليه السلام مع الملائكة ثم مع قومه قال تعالى { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا } وهم ضيف إبراهيم عليه السلام { لُوطاً سِيۤءَ بِهِمْ } أي تضايق وحصل له هم وغم خوفا عليهم من مجرمي قومه . وقال هذا يوم عصيب أي شديد لما قد يحدث فيه من تعرض ضيفه للمذلة والمهانة وهو بينهم هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 77 ] أما الثانية [ 78 ] فقد أخبر تعالى عن مجيء قوم لوط إليه وهو في ذلك اليوم الصعب والساعة الحرجة فقال عز وجل { وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } أي مدفوعين بدافع الشهوة البهيمية مسرعين ومن قبل كانوا يعملون السيئات أي من قبل مجيئهم كانوا يأتون الرجال في أدبارهم فأراد أن يصرفهم عن الضيف فقال { يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } أي هؤلاء نساء الأمة هن أطهر لكم فتزوجوهن . واتقوا الله أي خافوا نقمته ولا تخزوني في ضيفي أي لا تهينوني ولا تذلوني فيهم . أليس منك رجل رشيد ؟ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟ فأجابوه لعنهم الله قائلين : لقد علمت ما لنا في بناتك من حق أي من رغبة وحاجة ، وإنك لتعلم ما نريد أي من إتيان الفاحشة في الرجال . وهنا قال لوط عليه السلام : { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً } أي أنصاراً ينصرونني وأعواناً يعينوني لحلت بينكم وبين ما تشتهون ، أو آوي إلى ركن شديد يريد عشيرة قوية يحتمي بها فتحميه وضيفه من قومه المجرمين . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - فضيلة إكرام الضيف وحمايته من كل ما يسوءه . 2 - فظاعة العادات السيئة وما تحدثه من تغير في الإِنسان . 3 - بذل ما يمكن لدفع الشر لوقاية لوط ضيفه ببناته . 4 - أسوأ الحياة أن لا يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . 5 - إظهار الرغبة في القوة لدفع الشر وإبعاد المكروه ممدوح .