Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 107-109)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : غاشية من عذاب الله : أي نقمة من نقمه تعالى تغشاهم أي تحوط بهم . بغتة : فجأة وهم مقيمون على شركهم وكفرهم . هذه سبيلي : أي دعوتي وطريقتي التي أنا عليها . على بصيرة : أي على علم يقين مني . وسبحان الله : أي تنزيهاً لله وتقديساً أن يكون له شريك في ملكه أو معبود سواه . من أهل القرى : من أهل المدن والأمصار لا من أهل البوادي . للذين اتقوا : أي الله تعالى بأداء فرائضه وترك نواهيه . أفلا تعقلون : أي أفلا يعقل هؤلاء المشركون هذا الذي يتلى عليهم ويبين لهم فيؤمنوا ويوحدوا . معنى الآيات : ما زال السياق في الدعوة إلى الإِيمان بالوحي الإِلهي والتوحيد والبعث والجزاء وهي أركان الدين العظمى ، فقال تعالى : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } [ يوسف : 106 ] والذين يمرون بالكثير من آيات الله وهم معرضون . أفأمن هؤلاء { أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ } أي عقوبة من عذاب تغشاهم وتجللهم بالعذاب الذي لا يطاق { أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ } أي القيامة { بَغْتَةً } أي فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بوقت مجيئها فتعظم البلية وتشتد عليهم الرزية ، وكيف يأمنون وهل يوجد من يؤمنهم غير الله تعالى فما لهم إذاً لا يؤمنون ولا يتقون حتى ينجوا مما يتوقع لهم ؟ هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 107 ] أما الثانية فقد أمر الله تعالى رسوله أن يواصل دعوته دعوة الخير هو والمؤمنون معه فقال : { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ } أي قل أيها الرسول للناس هذه طريقتي في دعوتي إلى ربي بأن يؤمن به ويعبد وحده دون سواه . { أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ } أي على علم يقين بمن أدعو إليه وبما أدعو به وبالنتائج المترتبة على هذه الدعوة ، { أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي } من المؤمنين كلنا ندعو إلى الله على بصيرة . وقوله تعالى : { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } أي وقل سبحان الله أي تنزيهاً له عن أن يكون له شريك أو ولد ، وقل كذلك معلناً براءتك من الشرك والمشركين { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } . هذا ما دلت عليه الآية الثانية . أما الآية الثالثة فإن الله تعالى يخبر رسوله بأنه ما أرسل من قبله من الرسل وهم كثر إلا رجالاً أي لا نساء ولا ملائكة { نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } أي الأمصار والمدن ، وهذا إبطال لإِنكارهم أن يكون الرسول رجلاً من الناس ، وقوله تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ } أي هؤلاء المكذبون من قريش وغيرهم { فِي ٱلأَرْضِ } للاعتبار { فَيَنظُرُواْ } كيف كان عاقبة من سبقهم من الأمم كعاد وثمود فإنا أهلكناهم ونجينا أهل الإِيمان والتوحيد من بينهم مع رسلهم هذه النجاة ثمرة من ثمرات الإيمان والتقوى ، { وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } فإنها دار النعيم المقيم والسلامة من الآهات والعاهات والكبر والهرم والموت والفناء . وقوله تعالى في نهاية الآية { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } يوبخ أولئك المشركين المصرين على التكذيب والشرك على عدم تعقلهم وتفهمهم لما يتلى عليهم وما يسمعون من الآيات القرآنية وما يشاهدون من الآيات الكونية . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - التحذير من العقوبات المترتبة على الشرك والمعاصي . 2 - تقرير عقيدة البعث الآخر . 3 - تعين الدعوة إلى الله تعالى على كل مؤمن تابع للرسول صلى الله عليه وسلم . 4 - تعين العلم اليقيني للداعي إلى الله إذ هو البصيرة المذكورة في الآية . 5 - وجوب توحيد الله تعالى في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته . 6 - الرسالة من خصوصيات الرجال وليس في النساء رسولة . 7 - بيان ثمرات التوحيد والتقوى في الدنيا والآخرة .